في صباح يوم الاثنين 8-2-1433 سمعت أصواتاً قد ارتفعت تخالطها نبرة بكاء، سمعت كلمة موت وسمعت كلمة رحيل وسمعت عبارة هزت كل جزء من جسدي هي (رحيل جدتي) أغمضت عيناي أملاً أن يكون ما سمعته حلماً ولكن للأسف هو والله حقيقة. عادت بي الذكرى لأيام الطفولة وعدت إلى الوراء سنينا لأعيش ذكرى جدتي الراحلة وأتذكرها في كل زاوية من زوايا البيت. تذكرت قلباً حانياً... قلباً كبيراً يحمل لنا كل الحب والوفاء. بدأت أتذكر قصصاً جميلة كنت تحكيها لي في طفولتي فما هي إلا لحظات حتى يغلبك النعاس.. فأقول لك بصوت طفولي: جدتي أريد قصة أخرى. فتردين بنبرة حنان: منيرة غداً سوف أحكي لك ما تريدين... حينها أطبع قبلة على جبينك الطاهر قائلة: الله يحفظك لي يا جدتي.. والآن قد رحلتِ يا جدتي ولم تبق لي سوى الذكرى الجميلة.. جدتي ستظلين في قلبي وإن رحلتِ.. جدتي حين أغمض عيناي لا أرى سوى طيفك.. وحين أفتح عيناي لا أرى سوى خيالك. جدتي لا تزال نبرة صوتك الحانية تتردد في مسامعي. ولا تزال صورتك تلوح أمام ناظري. جدتي سأذكر ابتسامتك التي طالما ارتسمت على شفتيك ولن أنساها ما حييت.. جدتي على الرغم من حزني عليك إلا أنني استبشرت خيرا حين علمت أن أعدادا كبيرة قامت بالصلاة عليك.. وحين سمعت كلاماً يثني عليك بأنك كنت نعم الجارة لجيرانها... وحين رأيت أناسا قد رفعوا أيديهم إلى السماء سائلين الله تعالى بأن يرحمك ويدخلك الجنة.. حينها تذكرت أن الناس شهداء الله في أرضه.. جدتي: سأدعو لك مع كل شروق شمس ومع غروبها.. سأدعو لك ما حييت.. وداعا جدتي والملتقى الجنة بإذن الله تعالى.... حفيدتك.. منيرة سعود البشري - الخبراء