؟ يعيش الإنسان في هذه الحياة.. ينتقل من مكان لمكان وبين زحمة الحياة.. وضجيج الدنيا.. وعندما تسكن كل الأصوات.. وتهدأ أنفاس البشر، ويسدل الليل ستاره الأسود.. وتشتد الظلمات أمام العيون.. ويضرب العتم أوتاره في القلوب، هدوءاً وسكوناً رهيباً ورائعاً.. تحن النفوس إلى قمر وضاء.. يبدد عنها كآبة الليل.. ويسامرها مخففاً عنها.. باحثاً في حناياها الطمأنينة والسكون ويبدأ القلب في تلك الرحلة رحلة في الماضي.. في عالم الذكريات الجميلة.. لحظات مرت بنا سعدنا بها أجمل سعادة.. وتمنينا من كل قلوبنا أن تطول.. ولكنها ما لبثت إذ فارقتنا هذه اللحظات.. وقبل رحيلها نقشت في قلوبنا أجمل الذكريات.. ذكريات في مدينتي تلك.. في ذلك المكان البعيد خلف الأفق البعيد.. عشت طفولتي في ذلك المكان.. في ذلك المكان مشت أجمل مواقف للطفولة والبراءة.. أحببته كل الحب، مدينتي أنت بعيدة هناك وأنا هنا أعيش لوعة البعد عنك.. اشتقت إليك.. تركتك طفلة.. أتمنى أن أراك من جديد.. أعود إليك وأرِى رمالك الذهبية.. أرى من طرقاتك.. حدائقك.. منتزهاتك.. أعود إليك لأعيش وسط أناسك.. وسكانك قلوب صافية.. أناس متحابة.. مواقف شتى تحدث.. وفي كل مرة أرى فيك شيئاً رائعاً ويزيد حبي لك.. أحبك بكل شيء فيك.. أتذكر تلك الديار.. الجبال تلك الجبال التي تحمل في ملامحها الخشونة والصمود من جبالك أستمد القوة والإباء والصمود أمام كل تيار.. أشجارك التي تتمايل مع نسيمات الأصيل.. وخيوط الشمس التي تحمل أجمل المعاني.. وعندما يأتي الصباح على تلك المدينة يتأهب النور لمعانقة النهار.. وصوت الآلات والمحركات يملأ الأجواء.. لوحة رائعة في كل صباح.. مدينتي حلمي أن أعود إليك من جديد ولو لحظات.. أمنيات كثيرة.. ولكن متى ستتحقق..!؟ متى أعود إليك.. يا جارة الشمس.. قلت أنساك.. وأطفئ أشواقي.. قلت أنساك.. نسيت أني أهواك.. أغمض عيني لأطرد طيفك فأراك شيئاً يستبيح أحداقي ويبعد الكرى عن أجفاني.. أسد أذاني عن كل الأصوات.. فإذا، فإذا بصدى همسك باق.. لهفة في عيني إليك.. هل آتيك أم تأتي إليَّ؟.. عصفورة لن تنساك.. طال البعد والفراق وأنا وحدي.. نفذ صبري.. يا أخت القمر.. أحمل قلبي إليك مشتاقاً بعدي عنك أهو مأساتي؟.. أم ماذا يا حياتي..؟ أنادي وأنادي.. وفي أعماقي صدى لصرخاتي.. بعدي عنك ريح تقتلع الهناء.. رحلت عنك، اجتزت المدى.. وأصبح الأسى صوت وحدي أسامر ولا أنسى أن القلب يقتات بذكراك.. أنت كحلم جاء يتبعني.. يحملني لأعيش ذكرياتي.. كفاك يا قلب انتظاراً.. ما عاد يجدي الانتظار، الدرب موحش.. كلا وألف كلا.. ما زال بصيص الأمل يملأ الأجواء؟.. ويقول مبتسماً إني سوف أعود.. ويعود السؤال الذي ما زلت أدفن بالصمت جوابه.. متى سأعود؟.. مدينتي أنت في وجداني نقش.. وشوق قديم.. شفق اللقاء وشعره سأظل أردده صيفاً وشتاءً.. في الربيع وفي الخريف.. لا أمل ترديده، مدينة الأمل أنت الهوى.. في كل الصور ليتني مفتاح الحظ.. لتأتي معي ولو للحظة فوق القمر.. حاولت إغماض العيون.. فعارضت حتى إذا طلع الصباح بنوره.. بدأت تسبح بها الأكوان.. أصبحت مبحرة في كل يم على سفن تهيم بلا شراع.. عشت طفولتي في أحضانك وجدت أجمل الحنان في أروع مكان.. سنَيات عشتها هناك، ذكريات ستظل خالدة على مر السنين.. أشتاق لتلك الأيام.. مرت مثلما مر السحاب.. أخاف من طول الجفاء.. يستبدينا الغياب.. لن أودعك يا حبيبتي ولكن أقول إلى لقاء ثان.. سلني عن العمر يمضي كطيف ساري بحلمي سلني عن الحب ذكراه تلف أمسي ويومي فلكي السلام مع الكواكب ما بدت أو طار طير أو ترنم شادياً.. ولك أجمل تحية مع كل نسمة هواء عليل.. وأروع وأرق سلام عبر الأثير.. وترسو سفينتي في بحر أفكاري.. تتطلع إلى أمل مشرق زاهر بإذن الله.. وانتظر اليوم المشرق والأمل الأجمل.. كم حكى الشوق.. ويحكي صادقاً من غير شك.. وفي نهاية المطاف لا يسمح قلمي الذي بين أناملي إلا أن يهمس بكل أدب واحترام على أنها تلك غاليتي التي أعجبتني.. واعذريني قصور الكلمات عن بلوغ مرادها..