المكرم رئيس تحرير الجزيرة سدده الله السلام عليكم اطلعت على مقال د. هدى الدليجان.. في جريدتكم الغراء يوم الأربعاء 27-12-1432ه بعنوان (وشكاري كلمة تفشت في مجتمعنا).. وهي معطوفة على مقال الأستاذ سلمان العُمري. وكان موضوعاً رائعاً يحتاج إلى مزيد بسط وطرح وتناول مع جميع جوانبه، فهذه الكلمة (وشكاري) ومثلها (معافيك الله) ومثلها (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ومثلها (وشدخّلك) بعد تلطيفها عن وشلقّفْك!! ومثلها (مَنَبْ وكيل آدم عن ذريته) ومثلها (خلّ النصايح تخليك الفضايح)!! إلى غير ذلك من الكلمات المثبِّطة القاتلة للمعروف، الهادمة للمروءة التي يتشدّق بها من تسطّح تفكيرهم، وهَبَطت عزائمهم، وفتَرت رجولتهم، فيحاولون دفع النقيصة عن أنفسهم بهذه العبارات التي جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم. وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل! أيها الإخوة الفضلاء: إذا أطعنا وأصْغَينا لهؤلاء السُّذج والطغام الذين يهرفون بما لا يعرفون، ويقولون ما لا يفعلون.. فمن يوجه وينصح ويُرشد ويقوِّم، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن يحاسب المقصر، ومن يأمر وينهى؟ أين نحن من قوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}، أين نحن من {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..} أين نحن من (الدين النصيحة) قيل لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين! قلت: قال علماؤنا: الأئمة هم الولاة والعلماء) فهؤلا بولاية سلطانية، والعلماء بولاية بيانية. قال العلماء: فإذا كان هذا في حق العلماء واجب فكيف بآحاد الناس. أين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يغلُّ عليهن قلب امرئ مسلم، وذكر منهن أن تناصحوا من ولاه الله أمركم... قال الشافعي رضي الله عنه: تعّمدني بنُصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعه أيها القراء الفضلاء: لا لا لا لا تكبلنا هذه الأغلال، ولا تُصفدنا هذه الأمثال والأساطير، ولنكن رجالا بمستوى المسؤولية وأهل للكلمة.. والسلام عليكم. د. علي الحماد