بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ افتتح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين باكورة الدورات التدريبية للقيادات الفاعلة من منسوبي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة الطائف تفعيلاً لمذكرة التفاهم العلمي الموقعة بين الجامعة والرئاسة وانطلاقا من الرسالة الثالثة للجامعة المتمثلة في خدمة المجتمع وأبنائه. وألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء كلمة أثنى فيها على هذه الدورة التي تقام في رحاب جامعة الطائف. وقال سماحته // إن الواجب علينا أن نكون في هذا البلد يداً واحدة وبعضنا يكمل بعض ، فرجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتماعهم في هذه الجامعات والالتقاء بمدرسي الجامعات ومفكريهم ، تحقق هدفاً أسمى ومطلوباً أعلى لأن مؤسسات هذه البلاد مؤسسات واحدة النظري والعلمي الديني وغيره لأن الهدف واحد وهو المحافظة على كيان هذا البلد وأمنه واستقراره// . وأضاف بقوله // ونحن الجميع في كل مصلحة من مصالح الدولة كلنا يد واحدة نكمل بعضنا بعضاً لافرق بين التربية والتعليم وبين الصحة وبين التجارة وبين الزراعة وبين العدل وبين الجامعات وبين رجال الحسبة كله يكمل بعضه بعضاً والكل يكمل ما لدى الآخر ، هذا هو الواجب علينا لأن شريعة الإسلام شريعة الخير والهدى تحقق للسالكين فيها الخير والأمن والاستقرار//. وبين سماحته أن هذه الدورة التي حضرها أكثر من 500 متدرب من رجال الحسبة من مختلف مناطق المملكة دورات خيرية ومبادرة من جامعة الطائف تذكر وتشكر لها هذه المبادرة ولمديرها وفقه الله لهذا الاهتمام العظيم. وتابع قائلاً // إن هذه الدورة دورة خيرية وإننا نقول أن أبنائنا المتدربين المنتسبين إلى الحسبة ينبغي أن يستغلوا هذه الدورات في ما يعود عليهم بالخير والصلاح ، فالهيئة كما نعلم مرفق عظيم والأمر مهم لأنه خلق هذه الأمة .. قال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "//. وأكد أن رجال الحسبة يؤدون رسالة عظيمة يجب أن يقف الجميع معهم والشد من أزرهم وأن تصلح الأخطاء وأن يقوم الاعوجاج والدعوة إلى الخير مشيراً إلى أن من لا يخطي لا يعمل لافتا أن رجال الحسبة إذا كان لديهم علم وفضل واستنارة بالعلوم الشرعية فإن ذلك بتوفيق من الله سيمكنهم من أداء رسالتهم على الوجه المطلوب .. قال الله تعالى " ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ". وأوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حكم من أحكام الشرع مبيناً أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الآمرين بالمعروف وسيد الناهين عن المنكر لأن ما دعي إليه من توحيد الله وإخلاص العبادة لله هو أعظم المعروف وأهمه وما حذر منه من الشرك بالله وعبادة غيره هو أعظم المنكر وأشده. وأكد أن العلم ضروري لكل مسلم في توحيده وصلاته وزكاته وصومه وحجه ومعاملاته مبيناً أن رجال الحسبة هم في أمس حاجة إلى علم شرعي يعلمون به حقيقة ما ينهون عنه ويعلمون حقيقة ما يأمرون به. وقال سماحته // إن الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد له من علم ، علم بحقيقة ما ينهى عنه ثم علم بالوسائل التي يمكن أن يسلكها ليحقق بها المطلوب ، فليست المسألة مجرد تغيير ولا مجرد إنكار ، القضية فوق ذلك ، القضية أن يكون لدى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وسائل إقناع ليوصل كلمة الحق للنفوس ويؤثر عليهم ، ويكون عنده قدرة على البيان وإيضاح ما يأمر به العدل //. وسأل في ختام كلمته الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يوفق إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني لكل خير وأن يحفظ هذا البلد من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.