حذَّر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء، من قوى خارجية ومنظمات سياسية حاقدة تستهدف «ديننا ووطننا وعقيدتنا وأمننا واستقرارنا». وقال إن هؤلاء مفسدون حاقدون مخربون، يريدون الإساءة لوطننا ونشر الفوضى، وإنهم أغاظهم ما نحن فيه من أمن واستقرار ورغد من العيش وتلاحم بين المواطنين وقيادتهم؛ فيحاولون بث أحقادهم وإثارة الفوضى. مطالباً سماحته جميع أبناء الأمة بالحذر من هؤلاء ومن مخططات أعداء الإسلام، الذين يحاولون تنفيذها مستغلين بعض أبناء المسلمين الذين خدعوا بضلالاتهم وشعاراتهم ودعاياتهم في الإساءة لأوطانهم. وتساءل سماحته: ماذا يريد أعداؤنا؟ إنهم يريدون الفوضى والإخلال بالأمن وعدم الاستقرار، إنهم لا يريدون خيراً لنا ولا لوطننا ولا لديننا وعقيدتنا. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحته في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة قصر الحكم وسط الرياض، وتناول فيها ما مر خلال عام، واستشراف آفاق المستقبل لعام جديد. مطالباً سماحته المسلمين بمراجعة النفس على ما فاتهم، وأن يتوقف كل منهم أمام أعماله وما قصر في حق نفسه ودينه، وأن يعلنوا التوبة ويجددوا النوايا للإخلاص لله عز وجل. وقال: على كل مسلم أن يقف مع نفسه ويراجعها، هل كان مع الله في أقواله وأفعاله وتصرفاته وتحركاته وما صدر منه من قول أو فعل، أم كان غير ذلك؟ هل أخلصنا لله أم لا؟ هل أدينا فرائض الله من صلاة وصيام وزكاة وحج كما أمرنا الله أم لا؟ هل كانت تعاملاتنا في بيوتنا ومع زوجاتنا وأولادنا وجيراننا وأرحامنا ابتغاء مرضاة الله وأدَّينا لكل ذي حق حقه، فلم نهضم حق زوجة ولا قصرنا في تربية أبنائنا وكنا على صلة بأرحامنا وأحسنا إلى جيراننا أم لا؟ وهل كنا عدولاً في تعاملاتنا مع أصحاب الحقوق أم لا؟.. وأكد سماحة المفتي العام على السمع والطاعة لولاة الأمر، وإعانتهم على الخير والدعاء لهم بالتوفيق والسداد، في تحمل مسؤولياتهم، وأن نقوم بواجبنا تجاه وطننا مدافعين عنه ومنع الحاقدين والحاسدين أن ينالوا منه بضلالاتهم وأحقادهم، وأن نسعى للخير مع أبناء الأمة الإسلامية لإصلاح ذات البين، وإحباط المكائد التي تدبر لتفتيت الصف، وإفشال المؤامرات التي تحاك لفت عضد الأمة، وتفريق شملها. وطالب المفتي العام كل مسلم بأن يتحرى في كسبه من المال ولا يدخله إلا ما هو حلال ويتجنب الحرام والغش والخداع في العقود والتدلس والخداع وكل ما يعارض شرع الله. مضيفاً «علينا أن نتوقف طويلاً مع أنفسنا، وقفات طويلة لنرى ما قصرنا فيه، وما وقع منا من أخطاء وسلبيات، ونتدارك هذه الأمور ونجدد التوبة الصادقة مع الله، ونتحرى الحلال، ونتقن أداء العبادات والفرائض، ونبتعد عن الشركيات والمخالفات الشرعية وكل ما يغضب الله».