يعد تمييز الوالدين أو أحدهما بين الأبناء مشكلة كبيرة في علم التربية والمجتمع على نوعيها إما المتعمدة أو غير المتعمدة وخاصة الظاهرة لما ينتج عنها من سلبيات تدمر الصغار وتبقى معهم في الكبر! حيث يقول الأطباء النفسيون: إن التفرقة بين الأبناء تضر بالابن الذي يُهتَمّ به مثل ما تضر الذي يُهمل فالأول يبدأ يشعر بالغرور ويستمر معه طيلة عمره ثم يكون هذا الغرور وبالاً على أسرته ومجتمعه أما الابن الذي يتعرض للإهمال فإنه يُصاب بعدد من الأمراض النفسية وتستمر معه لفترات طويلة، ويبدأ في كره أمه أو أبيه الذي ميز إخوته عنه! لذا على الوالدين إدراك أهمية التعامل مع الأبناء بعدل يحقق لكل ابن احتياجاته الخاصة وليست المتطابقة فقط! وللوالدين قطفنا هذه التوجيهات: 1- على الوالدين فهم شخصية أبنائهم ومحاولة فهم دواخلهم، ومعرفة احتياجاتهم وردود أفعالهم واهتماماتهم. 2- يجب إعطاء الأبناء حقهم في التعبير عن مشاعرهم وحاجاتهم والاستماع لهم جميعاً والتغافل عن بعض الاختلافات معهم. 3- من المهم مراعاة عدم توجيه الاهتمام الكبير والدائم للطفل الصغير بشكل لافت للنظر خاصة أمام أخيه الذي يكبره مباشرة، كي لا يُفسّر ذلك بأنه نوع من التمييز بينه وبين إخوته. 4- على الوالدين أن يتبادلا الأدوار في تعاملهم مع أبنائهم الذكور والإناث ويتجنبا تماما الانحياز في الحديث أو المشورة لجنس عن الآخر. 5- على الوالدين أن يحرصا على بث روح التعاون والمحبة بين أبنائهم وذلك بتكليفهم بمهام جماعية من شأنها إيجاد هذا التعاون إما مهام منزلية أو أسرية. 6- الحذر من ذكر سلبيات الابن وتجريحه أمام إخوته عند القيام بالخطأ بل لا بد من الحوار معه على انفراد وذلك لفهمه ومساعدته على تجاوز الخطأ وتصويبه. 7- حين توجيه الابنة من المهم استخدام الكلمات الحنونة وعند توجيه الابن لا بد من استخدام الكلمات المعززة لذاته. 8- عندما يسن قانون على الأبناء إما عقابا أو مكافأة فلا بد من تطبيقه على الجميع. إن الوالدين أحوج ما يكونا لبر أبنائهم في الكبر وما بعد الحياة ولن يكون ذلك إلا بحسن تربية الأبناء.