تجددت الاشتباكات صباح الأربعاء في ميدان التحرير حيث سقط ثلاثة قتلى من المتظاهرين غداة خطاب تعهد فيه رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي بتسليم السلطة منتصف العام المقبل لرئيس منتخب لكنه لم يقنع الناشطين الشباب الذين يريدون رحيل الجيش فورا ووقف العنف ومحاسبة المسؤولين عنه. وأدت المواجهات الى سقوط 31 قتيلا من بينهم 28 في القاهرة وواحد في الاسكندرية وآخر في الاسماعيلية، بحسب آخر حصيلة رسمية أصدرتها وزارة الصحة في ساعة مبكرة صباح الأربعاء قبل تجدد الاشتباكات. وكان مئات المتظاهرين أمضوا الليل في ميدان التحرير مؤكدين إصرارهم على مواصلة الاعتصام إلى حين تسليم الجيش الحكم لسلطة مدنية. واعتبرت العديد من الشخصيات السياسية المصرية أن خطاب المشير طنطاوي الذي وعد فيه بإجراء انتخابات رئاسية في موعد لا يتجاوز حزيران/يونيو 2012 غير كاف. إلى ذلك احتشد آلاف المتظاهرين مجددا صباح أمس الأربعاء في ميدان التحرير بقلب القاهرة للتعبير عن إصرارهم على أن يترك الجيش السلطة في أسرع وقت ممكن، وذلك رغم تعهد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بتسليم الحكم إلى رئيس منتخب منتصف العام المقبل. وكان المشير طنطاوي أعلن في خطاب وجهه إلى الشعب مساء الاثنين عبر التلفزيون الرسمي أن انتخابات الرئاسة ستجرى في موعد اقصاه نهاية حزيران/يونيو المقبل وأن الانتخابات التشريعية ستجرى في توقيتاتها المحددة أي اعتبارا من الاثنين المقبل. ولكن العديد من المتظاهرين، الذين كانوا بعشرات الآلاف مساء الثلاثاء، أمضوا الليل في ميدان التحرير للتأكيد على أن تعهد طنطاوي غير كاف بالنسبة لهم. من جانب آخر دعا «اتحاد شباب الثورة» أحد الحركات السياسية المعتصمة بميدان التحرير بالقاهرة ، جموع الشعب المصري إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل في جميع ميادين مصر، فيما أسماه «مليونية التنحى»، للتأكيد على الرفض التام لبقاء المجلس العسكري على رأس السلطة بعد فشله في إدارة المرحلة الانتقالية، وأنه لا بديل عن تنحيته وتسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ وطني، وأكد بيان للاتحاد، استمراره في الاعتصام والتظاهر اليومي في ميدان التحرير وجميع ميادين مصر حتى تنفيذ جميع المطالب وتنحي المجلس العسكري وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من شرفاء الوطن لتولي مسئوليات الحكم بشكل كامل.