طرابلس - الزنتان - بنغازي (ليبيا) - عواصم - وكالات : تزامناً مع إعلان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أنه سيتم إعلان حكومة جديدة في ليبيا في موعد أقصاه غدأً الاثنين، أعلن وزير العدل وحقوق الإنسان الليبي محمد العلاقي أمس السبت لوكالة فرانس برس ان سيف الإسلام القذافي الذي كان يعتبر الوريث لوالده اعتقل في جنوب ليبيا دون تحديد تاريخ اعتقاله . واعتقل ثوار سابقون في جنوب ليبيا سيف الإسلام المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال قائد عمليات الثوار في الزنتان بشير الطيب في مؤتمر صحافي في طرابلس ان رجاله قبضوا على سيف الإسلام مع 3 من مساعديه في منطقة اوباري. وأكد رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب أمس ان سيف الإسلام سيحظى ب(محاكمة عادلة). وقال الكيب من الزنتان على مقربة من المكان الذي اعتقل فيه سيف الإسلام: (أعلن باسم الشعب الليبي ان سيف الإسلام سيحاكم محاكمة عادلة وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة أربعة عقود). وكانت الولاياتالمتحدة قد دعت فور تأكد نبأ الاعتقال النظام الحاكم الجديد في ليبيا إلى ضمان محاكمة عادلة ومعاملة إنسانية لسيف الإسلام حسبما قالت نيكول تومسون المتحدثة باسم الخارجية، مشيرة إلى ان اعتقال سيف الإسلام ومحاكمته سيمثلان خطوة أخرى تنأى عن الحقبة المظلمة التي دامت أربعين عاما من تاريخ ليبيا وتساعد في نقل الشعب الليبي نحو مستقبل سلمي وديموقراطي هو جدير به . ورحب الانتربول أمس ب(مرحلة جديدة لليبيا الجديدة) في أعقاب اعتقال سيف الإسلام . واعتبر الأمين العام لمنظمة الانتربول رونالد نوبل في بيان ان توقيف سيف الإسلام مرحلة مهمة بالنسبة إلى ليبيا الجديدة. واضاف نوبل (انها إشارة واضحة للشعب الليبي والمواطنين في العالم ان المجلس الوطني الانتقالي سيواصل ملاحقة الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم لإحالتهم أمام القضاء لكي يخضعوا للمساءلة أمام محكمة عن الاتهامات الموجهة إليهم). كما يتوجه مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو إلى ليبيا الأسبوع المقبل اثر الإعلان أمس السبت عن اعتقال سيف كما صرحت متحدثة باسم مكتب مدعي المحكمة لفرانس برس. ومع هتافات الله اكبر وأصوات أبواق السيارات وإطلاق العيارات النارية في الهواء فرحاً استقبلت بنغازي مهد الثورة الليبية في شرق البلاد بارتياح كبير السبت نبأ اعتقال سيف الإسلام . وفور تأكيد النبأ توجهت عشرات السيارات بشكل عفوي نحو ساحة التحرير رمز الانتفاضة ورفع من على متنها العلم الليبي الذي حل محل العلم الأخضر للزعيم السابق. ولم يكن سيف الإسلام (39 عاما) يشغل أي منصب رسمي لكن كان له نفوذ كبير مع تحوله في السنوات الأخيرة إلى موفد للنظام الليبي الأكثر مصداقية ومهندس الإصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب، لكنه منذ اندلاع الثورة في منتصف فبراير دأب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من أجل إنقاذ نظام والده. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه في 27 يونيو مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية كما اتهمته بلعب دور أساسي في تنفيذ الخطة التي أعدها والده لقمع الانتفاضة الشعبية بكل الوسائل.