صدور الأمر السامي الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أميراً لمنطقة الرياض أثلج صدور المواطنين، ولبى حاجة الوطن، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ فسموه خير من يواصل مسيرة البناء والنهضة التي قادها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على مدى نصف قرن من الزمان؛ حيث كان الأمير سطام سنده وعضده خلال تلك المرحلة، وهو شريك بناء الرياض، وخبير أسرارها، والمطلع على كل صغيرة وكبيرة فيها. وجاء هذا القرار؛ ليعكس الرؤية العميقة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ويثبت حنكته وحكمته، ويجسد في الوقت ذاته تماسك القيادة وسلاسة تقلد المناصب وتحمل المسؤوليات من خلال الخبرة والدراية والقدرة والإمكانيات، كما أن التعيين أثبت أيضاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لديه حضور وإلمام ومعرفة بتفاصيل الأمور، وإدراك لقدرات أصحاب السمو الأمراء ومدى كفاءتهم لتولي المناصب الموكلة إليهم؛ فلم يكن هناك أقدر ولا أنسب من الأمير سطام لتولي إمارة منطقة الرياض بعد تعيين سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع؛ حيث شكَّل هذا الثنائي المتناغم شراكة طويلة الأمد في بناء الرياض وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، وكل شبر في العاصمة الحالمة يشهد لهما بجهود وخطط ورؤى أسهمت في الارتقاء بهذه المدينة وجعلتها تلحق بركب العواصم العالمية، وهي تتمتع بخدمات متميزة، ونهضة عمرانية متصاعدة، وحركة تجارية مطردة النمو، ومقدرة على الجذب السياحي والترفيهي والتسوق في مختلف المواسم، وعلى وجه الخصوص خلال عيد الفطر المبارك، هذا فضلاً عن النهضة التعليمية والصحية والخدمات الاجتماعية، وبرامج العمل الخيري والإنساني المؤسساتي. جاء تعيين الأمير سطام بن عبد العزيز أميراً لمنطقة الرياض تتويجاً لسنوات من العطاء والإنجازات خلال أكثر من أربعين عاماً قضاها في خدمة الرياض جنباً إلى جنب مع أخيه الأمير سلمان بن عبد العزيز عاشق الرياض ومؤسس نهضتها الحديثة وباني إنجازاتها خلال نصف قرن مضى؛ فسِجِل سموه حافل بالإنجازات، وتاريخه يشهد بمشاركته مع أخيه الأمير سلمان في النقلة الحضارية التي تعيشها الرياض العاصمة ومحافظاتها كافة، وكانت لسموه جهود ولمسات حاضرة في كل لبنة من لبنات البناء الشامخ التي شهدتها الرياض؛ لذا جاء الاختيار موفَّقاً، وأُسندت الرياض بعد انتقال الأمير سلمان إلى وزارة الدفاع إلى خير من يعرفها وتعرفه، وهو صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز، الرجل الإداري المحنك، الذي يتمتع بالقوة والقدرة في اختيار الوقت المناسب لاتخاذ القرار الصائب، ولا غرابة في ذلك؛ فهو خريج مدرسة المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ، تلك المدرسة النادرة الزاخرة بمختلف أنواع القدرات والكفاءات، وهي مصنع الرجال المؤهلين علمياً وإدارياً وخبرة وتجارب وحكمة وحنكة ورأياً سديداً. لا شك أن صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز، بما لديه من خبرة واسعة، ورؤية عميقة، ودراية كافية، سيواصل مسيرة البناء التي تشهدها الرياض، وسيرتقي بها إلى مصاف العواصم العالمية المتميزة، تلك المكانة التي ظلت تتطلع إليها، وتخطو نحوها بثبات ومثابرة، وخصوصاً أن سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز، الذي نال الثقة الملكية الغالية بما لديه من خبرات وتجارب وإمكانيات وقدرات متميزة، سيكون سنداً ومعيناً لسمو أمير الرياض لقطع المسافة المتبقية نحو تحقيق أحلام الرياض وتطلعات أهلها، والعبور بها إلى المكانة التي ظل سمو الأمير سلمان يسعى لتحقيقها، ووضع بمساندة سمو الأمير سطام القواعد والركائز الأساسية الموصلة إليها. نسأل الله أن يحفظ لنا قائدة مسيرتنا الظافرة، ويعين سمو أمير الرياض وسمو نائبه ويوفقهما في مواصلة مسيرة البناء والنهضة، ويحفظ بلادنا من كل سوء، ويديم عليها نعمة الأمن والرخاء والوفرة والاستقرار. صلاح سعيد أحمد الزهراني