تجاوزت هيئة البيعة التي شكّلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أول اختبار حقيقي يواجهها منذ بدء عملها بنجاح كبير, وتخطّت مرحلة تُعَد الأصعب كونها تأتي في ظرف دقيق جداً حدث برحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - وهو رجل قيادي من طراز فريد ومن الصعب ملء الفراغ الذي تركه، لكن حكمة الملك عبد الله وتوافق نظرته مع أعضاء الهيئة، سرعت باتخاذ قرار تاريخي، بالاتفاق على اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد، وهو الرجل الأكثر تأهيلاً من بين كل الأسماء التي تدور في أذهان الناس، لما يملكه من حس القيادة العالي وخبرة الإدارة الطويلة، التي اكتسبها من خلال تناوله لأكثر من ملف ساخن، وأكثر هذه الملفات سخونة ملف الإرهاب والفئات الضالة، التي كادت أن تعصف بأمن هذه البلاد المباركة واستقرارها، وتصرف أنظار قيادتها عن العمل على تطوير وتنمية مدنها وقراها، وإشغالها بحروب جانبية لا تخدم في النهاية إلاّ أصحاب العقول المريضة والفكر المنحرف، لولا توفيق الله والمواقف الحازمة من سموه. ليلة الجمعة الماضية كانت تاريخية بكل مقاييس هذه المفردة، فقد أثبتت هيئة البيعة بُعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله رجل الإصلاح الأول, وأنّ الأسرة المالكة السعودية تعيش مرحلة ذهبية من الالتفاف وتغليب المصلحة العامة للوطن ووحدة الهدف والمصير, وأنّ جميع أفراد الهيئة الذين يمثلون كل أبناء المؤسِّس الملك عبد العزيز - يرحمه الله - على قلب رجل واحد، وليس كما يروّج بعض الحاقدين على المملكة العربية السعودية من أخبار ملفقة تذهب إلى الجزم بوجود خلافات أو صراعات طمعاً في مناصب سياسية عليا، ولأنّ أعضاء الهيئة هم أصحاب الحل والعقد، فقد كانوا في مستوى المسئولية الوطنية لينجزوا هذا العمل الذي كان مقرراً له ثلاثون يوماً، في مدة زمنية لم تتجاوز ثلاثة أيام من الوقت الذي ووري فيه جسد فقيد الأمة الثرى. أمر ملكي منتظر لأنّ الأمير نايف هو رجل المرحلة الحالية لفهمه العميق، لكل خبايا هذا الوطن، وهو فهم اكتسبه من عمله الطويل في وزارة الداخلية وتصدّيه لقضايا على درجة كبيرة من الأهمية، وهو الرجل الأكثر تأهيلاً لأنه الأقدر على إحداث التوازن الداخلي، والعارف بطبيعة العلاقات الدولية وتقاطعاتها المختلفة, وخبرته بالمنطقة والأطماع السياسية من بعض الدول، ولعلّ الترحيب العالمي من قادة الدول الكبرى دليل على أنّ الأمير نايف هو رجل المرحلة الحالية بقوة شخصيته وحكمته وحنكته وخبرته وبُعد نظره ورؤيته الثاقبة التي ستؤدي إلى المزيد من تعزيز العلاقات والشراكات مع الدول الأخرى. وسمو الأمير نايف هو رجل الأمن الأول والقادر على تحقيق التوازن الأمني للمملكة داخلياً وخارجياً, ويعوّل كل مواطن على سموه الكثير لحل مشكلات ظلت قائمة بانتظار الخبير كي يقدم الحلول الجذرية، وهي مشكلات العمل والبطالة وغيرها من المشكلات المعيقة للتنمية البشرية في بلادنا. الأمير نايف صاحب سجل حافل بالإنجازات وإداري من نوعية مختلفة يعتمد على التنظيم الدقيق، نسأل الله لسموه التوفيق في مهامه الجسيمة وليكون سنداً قوياً وداعماً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتحقيق طموحات الوطن الغالي والشعب السعودي الكريم.