مرثية في الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي وافاه الأجل يوم السبت 24/ 11/ 1432ه فُجعنا فكم للشعب من عَبْرةٍ حرّى وكم أنَّةٍ في الدار أفقدت الصبرا وكم هرعتْ منا الجموعُ حواسراً تودِّع ذاك القائد الملهم الصّقرا تودِّع (سلطان) المكارم والنّهى تودِّع باني الجيش والقوة الكبرى وجاءتْ وفودُ النّاس من كل بقعةٍ تُعزِّي وفي الأكباد ما يشبه الجمرا عرفناك يا (سلطان) للخير باذلاً وشيمتك المعروف ظاهرة تترى وتعلو مُحيّاك الجميل بشائر فيطربُ مَنْ يستاف من قربكم نشرا تجود يداك الفارعاتُ كأنّها مخاييل مُزنٍ تُمطرُ السَّهلَ والوعرا وتصغي لمن يسعى إليك تواضعاً وإن كنت كالبدر المنير إذا أسرى صنائعك المعروف فيكم سجيّةٌ وأنت لفعل المكرمات بها أحْرى نشأتَ على حبِّ المكارم والعُلا وكنتَ لداعي الخير بين الورى ذخرا ودارك عنوان السماحة والنّدى مزارٌ لذي الحاجات شارحةٌ صدرا ودارك دارُ المجد عزّاً ونجدةً ومنطقك الراقي سما منطقاً حُرّا بنيتَ على الحب الوفي علاقةً مددتَ لها في كل منعطف جسرا وكانت أيادي الخير تمتدُّ حفّلاً إذا نفحت سراً أو انهمرت جهرا فكم من يتيم عزّ في جنباتكم وكم من فقيرٍ نال ما يطردُ الفقرا وكم من بيوتٍ كاد ينهارُ ركنها على ساكنيها فابتنيتم لهم أخرى مدائن إسكانٍ بنيتم وقد زهتْ مناراتها بالذكر أعظم بها ذكرى لقد كنت (يا سلطان) كالغيث هاطلاً وكالبدر للسّاري يضيء له القفرا وكنت لجيش المكرمات موجِّهاً وحامي الحمى والدار تسمو بها قدرا فللجوّ إرعادٌ وللأرض هزّةٌ إذا صدَّ عدْواناً أراد بنا نكْرا وتغشى عباب البحر هوجٌ سوابحٌ تدافع عنا حيث لم نفتقدْ شبْرا وكنت (لعبدالله) ركناً مدافعاً عن الحق مهما زمجر الخطبُ وازْورّا لأنك من (عبدالعزيز) ومن يكن تربَّى على منهاجه أحْرز النصرا أبا (خالدٍ) عزَّ الفراقُ وما انْجلى من الحزن ما الله العليم به أدْرى لقد ندّ تبياني من الهول جانحاً فلم يستقم شعراً رفيعاً ولا نثرا فسر في جوار الله والله حافظ لعل إله الكون يعظم لكم أجرا عضو مجلس الشورى في دورته الأولى