رحلت عنا جدتي لوالدتي ( خيرية احمد كمال ) رحمها الله فجر الاحد 13/5/1432ه احببت ان القبها في نفسي بحبيبة مكة لما كان لمكةالمكرمة من مكانة كبيرة في نفسها ومحبة لا توصف في قلبها . كم من الصعب ان ننساك ولكن هذا امر الله قال تعالى: (وَلَنَبلُونَّكُم بِشَيءٍ مِّنَ الخَوفِ وِالجُوعِ وَنَقصٍ مِّنَ الأَموَالِ والأَنفُسِ وِالثَّمَرَاتِ وَبَشِّر الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إذا أَصَابَتهُم مُّصِيبِةُُ قالوا إِنَّا لِلَّهِ وِإِنَّا ِالَيهِ رَاجِعُونَ*). ها انت ياحبيبة مكة تغادريننا كعادتك ولكن هذه المرة لا تعودين بل ترجعين فيها الى ربك الكريم فارجعي اليه راضية مرضية ها انت قد تركتِنا وتركتِ الدنيا بما فيها هذه الدنيا التي لم تفلح قط في اغرائك و توجهتِ لرب العباد وانتِ محملة بالحسنات والاعمال الصالحة . يامن احبك الفقراء والاغنياء وابرّك واجلّك الصغار والكبار ... كيف يبدو دارك بعد الفراق وكيف يبدو الاذان دون ان نسمعك ترددينه وكيف يبدو رمضان دون نفحاتك الايمانية وكيف تبدو مكة بلا دعائك لها ولاهلها ... فكم احببتِ هذه الارض الطاهرة اطعمتِ مسكينها وكسيتِ فقيرها وطفتِ بكعبتها وسعيتِ بين صفاها ومرواها اعواما واعواما ... كنتِ من خيرة الجار لساكنها وكنتِ من خيرة من مر بطرقاتها وكنتِ من خيرة من سلم على ملائكتها ... وكم تمنيتِ وكم دعوتِ ألا تموتي وتدفني الا بمكة وها قد استجاب رب البيت لك فاحتضنتك ارضها الطيبة بكل الحب كما حبك لها ... كم سنشتاق لك يا حبيبة مكة كم سنشتاق لمن يدعو لنا في كل لحظة وكم سنشتاق لمن ينصحنا عند كل خطوة وكم سنشتاق لمن يبارك لنا كل برهة ... كان يوم الفراق صعبا وما بعده اصعب فصوتك مازال في شغاف قلوبنا مسموعا وفعلك وكلامك سيظل في الذهن راسخا .وها قد غادرتِ مغادرة خفيفة سريعة هزت مشاعرنا وآلمتنا جميعا فنسال الله ان يتغمدك برحمته ويسكنك خير منازل الاخرة كما اسكنك خير منازل الدنيا وان يجعلك سيدة من سيدات الفردوس الاعلى من الجنة . وداعا يا حبيبة مكة والى لقاء في جنات الفردوس . انا لله وانا اليه راجعون . حفيدك - أثير عبدالله قربان