يقول الشاعر الشيخ تركي بن حميد: من لا يقدم شذرة الشيف والكيس تبدي عليه من الليالي ثلومي حكمة شعرية لم أوردها إلا لأن الراحل الكبير الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان يحبها، ويتمثل بها كثيراً، ويفعلها دوماً.. يد الخير هو سلطان - رحمه الله - فلا أدل ولا أكبر من هباته وماله الذي صرفه في وجوه الخير كلها داخلياً وخارجياً.. إنه أمير البسمة المشعة دوماً، التي عجز كثيرون عن تقليدها واحتوائها، بسمة لازمته طوال عمره؛ فأكسبته هيبة ووقاراً وحباً.. يد الخير وأمير البسمة سلطان أبو خالد.. الذي أبكى القلوب، كما كان طوال حياته سر بهجتها.. رحل عن دنيا الفناء إلى لقاء بارئه الذي خلقه فأنعم عليه خَلْقاً وخُلُقاً؛ فكان الأميز والأكرم والأجمل.. غاب عن نجد مشوقته وداره فطواها الشوق إليه.. رحل وفي نفسه شوق لها ووجد عليها وحنين لأن يكون فيها.. ولكن حكمة الله أبت إلا أن يكون موته بعيداً عنها، فكأنه - رحمه الله - كان مستنزفاً حتى لما يحب في وفاته.. سلطان الحاكم القوي الشجاع الكريم.. هو نفسه سلطان الإنسان الحنون صاحب الدمعة القريبة من النزول.. سلطان: لاشفت غرضانه ولو كان دراس هزيت راسي ثم جريت ونه.. نعم، فالشعب قالها، وكل بقعة في وطننا أخرجت آهاتها وأناتها.. حمى البشر.. وحمى البشر.. وحمى الحياة الفطرية.. فأي بشر كان وأي مخلوق سنفقد!! الأكيد أنه - رحمه الله - لم تنجب النساء العربيات مثله منذ فترة طويلة. فإلى جنة الخلد يا مَنْ أسعدتنا كثيراً، وأكرمتنا أكثر.