كلنا يدرك أن من أهم أهداف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، هو العناية ببيوت الله وعمارتها, ومن ضمن سياستها لتحقيق هذا الهدف حسن اختيار الأئمة والمؤذنين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم في أداء مهامهم، ولكن قد يكون مما أغفلته الوزارة أثناء وضعها لهذا الهدف هو حسن اختيار «مراقبي» أئمة ومؤذني المساجد, والعمل على تأهيلهم لشغل مثل هذه الوظيفة وتطوير أدائهم وطريقة تعاملهم مع الأئمة والمؤذنين، لضمان عدم التسرب وزيادة أعداد المتقدمين بالاستقالة مما يجعل المساجد خالية بلا أئمة ولا مأمومين, وأن يكون كل ذلك مقروناً بالجدية وعدم المجاملة على حساب المسجد وجماعة المسجد. ففي جلاجل تشهد بعض المساجد, عدم التزام أحياناً من الأمام أو أحياناً أخرى من المؤذن, وفي الغالب من كليهما وهو ما يجعل جماعة المسجد تبحث عن مساجد أخرى للصلاة فيها في ظل عدم جدية بعض المراقبين في التعامل مع هذا الوضع. في حين أن هناك مساجد أخرى يقام فيها فرضان فقط من أصل خمسة فروض، بعد استقالة الإمام والمؤذن, وذلك لتعامل المراقبين بحزم وجدية مع ما حدث من تسيب ليضعوا أكثر من علامة استفهام لتفاوت طريقة التعامل وتطبيق اللوائح بين الأئمة والمؤذنين، ولعل ما يثير الدهشة في ذلك كله هو النظرة الدنيوية لبعض الأئمة والمؤذنين، فيشهد المسجد الذي من ضمن مرافقة بيت لإمام ومؤذن المسجد تنافساً شديداً, فيما نرى أن المساجد التي بدون منازل لا تشهد هذه الحدة في التنافس، مما يجعل المطالبة مستمرة بأن تكون وظيفة الإمام والمؤذن وظيفة رسمية, ويتم التفرغ لها ليتم محاسبة كل مقصر ويتم التعامل معه عند التقصير بكل حزم دون التأثير على المسجد وجماعته.