يتخذ عدد من أئمة المساجد سياسة تأخير إقامة بعض الصلوات؛ بغية مراعاة المصلين الذين فاتتهم صلاة الجماعة في المساجد الأخرى، ويتجاوز ذلك التأخير الوقت المحدد للإقامة من قبل وزارة الشئون الإسلامية المعنية بتحديد الوقت بين الأذان والإقامة، وتعميمها على كافة الأئمة والمؤذنين. وأرجع مصلون أتوا لأداء صلاتي الفجر والعصر في مساجد تتأخر في إقامة تلك الصلاتين إلى حرصهم على أداء الصلاة جماعةً عندما تفوتهم إحدى هاتين الصلاتين في المساجد التي في أحيائهم، سعياً إلى الحصول على أجر صلاة الجماعة، فيما أكد مصلون آخرون على أن أداءهم صلاة الفجر في تلك المساجد التي تتأخر بالإقامة يعود إلى الفارق الزمني بين انتهاء وقت الصلاة وموعد بدء أعمالهم اليومية، حيث إن تلك المساجد غالباً ما تتأخر قرابة الساعة عن المساجد الأخرى التي تقيم الصلاة في الوقت المحدد، فيما ذكر مصلون أن بحثهم عن المساجد التي تؤخر إقامة صلاة العصر يمنحهم فرصة نيل قسط من الراحة بعد قدومهم من أعمالهم قبل صلاة العصر. وعد "علي الكريديس" مؤذن مسجد، تأخير إقامة بعض الصلوات سبباً في عدم انضباط المصلين في أداء الصلاة جماعة بمساجد أحيائهم، لا سيما في صلاتي العصر والفجر، مبيناً أن فرع "وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقصيم" قد أبلغ الائمة والمؤذنين بالفارق الزمني بين الأذان والإقامة لجميع مساجد القصيم، حاثاً أئمة المساجد ومؤذنيها على التقيد بتعليمات الوزارة، ومراقبي المساجد، والمساهمة في اتباع الأنظمة المقرة، موضحاً أن بعض المساجد التي لا تشرف عليها الوزارة لا تتبع الأوقات التي تعتمدها الوزارة في الأذان والإقامة. وبين "عبدالعزيز بن حمد اللهيب" إمام مسجد اللهيب في بريدة، أن تأخيره إقامة صلاتي العصر والفجر لا يتجاوز أوقات السماح بالصلاة شرعاً، وهدفه الحرص على أن يلحق المتأخرين عن الصلاة جماعة في المساجد الأخرى. سليمان الضالع وأكد "سليمان الضالع" مدير عام فرع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقصيم، على أن تعمد تأخير صلاتي الفجر والعصر، والذي يفعله عدد قليل من الأئمة والمؤذنين، يُعد إخلالاً وتجاوزاً منهم، يحاسبوا عليه إذا ثبت ذلك، مضيفاً أن الوزارة حددت أوقاتاً معينة، بين الأذان والإقامة، جرى تعميمها على إدارات الأوقاف والمساجد بالمنطقة، وبُلغ بها الأئمة والمؤذنون، مرجعاً تجاوزات عدد قليل من الأئمة في تأخير وقت الصلاة خصوصاً الفجر والعصر إلى حرصهم على مراعاة حال المأمومين، مشيراً إلى أن ذلك يعد تجاوزاً يتم محاسبتهم بشأنه في حال ثبوته، لافتاً إلى أنه يتم من خلال مراقبي المساجد التنبيه على الأئمة والمؤذنين، ومراقبتهم تجاه التزامهم الفعلي بالمواقيت المحددة، وتطبيق التعليمات المنظمة لذلك، موضحاً أن بعض مصليات محطات الوقود المنتشرة على الطرق الرئيسة التي لا تخضع لإشراف الوزارة، ولا يوجد بها أئمة ومؤذنون رسميون، تتعمد أحياناً سرعة أداء الصلاة أو تأخيرها، وتتابع الجماعات فيها، منوهاً بأن فرع الوزارة بمنطقة القصيم يجتهد لتطبيق كافة التعليمات والضوابط لعمل الإمام والمؤذن.