حذّر رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل من أن المعركة ضد معمر القذافي لم تنته بعد وأن المهلة الأخيرة لقوات الزعيم السابق لتسلم نفسها تنتهي اليوم السبت. ولاتزال ثلاثة معاقل رئيسة للنظام السابق هي سرت (360 كلم شرق طرابلس) وسبها (وسط) وبني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) خاضعة للقوات الموالية للقذافي. ولم يُعدُّ أمام القوات الموالية للنظام السابق سوى 24 ساعة لتسلم سلاحها، إذ حدد المجلس الانتقالي مهلة تنتهي السبت، سيقرر عندها شن هجوم عسكري. وعلى الطريق إلى سرت مسقط رأس زعيم البلاد السابق، سيطر الثوار الخميس على الوادي الأحمر (60 كلم شرق المدينة) الذي يشكل أحد خطوط الدفاع الرئيسة لأنصار العقيد القذافي في تلك المنطقة. ويسعى الثوار إلى التمركز في أقرب نقاط ممكنة من سرت بانتظار شن هجوم محتمل عليها. وتامل السلطات الجديدة في السيطرة على جيوب المقاومة الأخيرة، وخصوصًا بالقبض على «القائد» الفار سريعًا. وقام القذافي قبل تواريه عن الأنظار، ببيع أكثر من 20 في المئة من احتياطي الذهب في البلاد، أي ما يعادل أكثر من مليار دولار في آخر أيام حكمه. ومع تضييق الخناق على معاقله الأخيرة، لم يُعدُّ أمام القذافي المتواري سوى خيارين: إما الاختباء في الصحراء الليبية المترامية أو الفرار إلى بلد مجاور. ولليبيا حدود برية مع تونس والجزائر في الغرب والنيجر وتشاد في الجنوب ومصر والسودان في الشرق. وتنتهي مهلة الاستسلام الممنوحة لمدينة بني وليد، أحد آخر معاقل معمر القذافي، عند منتصف ليل أمس الجمعة فيما يبدي الثوار الذين تصلهم تعزيزات متواصلة ثقتهم في شن هجوم «حاسم وسريع» إذا لم تمدد المهلة. ويقول رئيس لجنة الدعم والاسناد للثوار عبد الله الحكيم من على بعد حوالي 20 كلم من المدينة «نحن ملتزمون بالمهلة، ونحاول قدر المستطاع أن ندخل بني وليد بطريقة سلمية». ويضيف «لا نريد أن تسيل الدماء، لكن القادة العسكريين جاهزون للحسم السريع والسيطرة على الوضع بسهولة عندما يصدر قرار الهجوم». وتصل تعزيزات بشرية بشكل متواصل إلى الثوار المنتشرين على تخوم المدينة التي تُعدُّ ممرًا إستراتيجيًا مهمًا باتجاه الجنوب بشكل عام والمعاقل الأخرى المتبقية للقذافي، في مواكب كبيرة تحمل على متنها أسلحة خفيفة وذخائر.