أعلن ثوار ليبيا تشكيل وحدات خاصة لتعقب العقيد الليبي الهارب معمر القذافي. وذكرت مصادر أمس أن الثوار شكلوا وحدات من المحاربين لتعقب المكالمات الهاتفية لمساعدي القذافي في محاولة لرصد الموقع الذي يختبئ فيه. ونقلت عن أنيس الشريف المتحدث باسم المجلس الانتقالي في طرابلس قوله إنهم شكلوا حتى الآن " وحدة تضم أكثر من 200 فرد من القوات الخاصة" تتولى مهمة تعقب القذافي. وقال الشريف إن الثوار رصدوا موقع القذافي دون أن يذكر مكانه، مضيفا أن اعتقاله مسألة وقت. وأفادت تقارير تليفزيونية بأن الثوار تقدموا صوب سرت ومدينة بني وليد قبل ساعات من إنتهاء مهلة استسلام المدن الموالية للقذافي وإلا واجهت القتال. وقالت قناة الجزيرة الفضائية إن حوالي 12 من الثوار لقوا حتفهم في قتال مع الموالين للقذافي خارج الوادي الأحمر، على مسافة حوالي 60 كيلومترا شرق مدينة سرت الساحلية. وقالت إن المجلس الوطني الانتقالي أرسل قوات إضافية إلى مدينة بني وليد المحاصرة، ولم تثمر المفاوضات مع زعماء القبائل عن نتائج بعد . مهلة «الانتقالي» لأنصار (الزعيم الهارب) تنتهي اليوم .. وجبريل يحذّر من المعركة الى ذلك حذر رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل من ان المعركة ضد معمر القذافي لم تنته بعد وان المهلة الاخيرة لقوات الزعيم السابق لتسلم نفسها تنتهي اليوم السبت. ولا تزال ثلاثة معاقل رئيسية للنظام السابق هي سرت (360 كلم شرق طرابلس) وسبها (وسط) وبني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) خاضعة للقوات الموالية للقذافي. وعلى الطريق الى سرت مسقط راس زعيم البلاد السابق، سيطر الثوار الخميس على الوادي الاحمر (60 كلم شرق المدينة) الذي يشكل احد خطوط الدفاع الرئيسية لانصار العقيد القذافي في تلك المنطقة. ويسعى الثوار الى التمركز في اقرب نقاط ممكنة من سرت بانتظار شن هجوم محتمل عليها. وتامل السلطات الجديدة في السيطرة على جيوب المقاومة الاخيرة، وخصوصا بالقبض على "القائد" الفار سريعا. وقام القذافي قبل تواريه عن الانظار، ببيع اكثر من 20% من احتياطي الذهب في البلاد، اي ما يعادل اكثر من مليار دولار في اخر ايام حكمه. ومع تضييق الخناق على معاقله الاخيرة، لم يعد امام القذافي المتواري سوى خيارين: اما الاختباء في الصحراء الليبية المترامية او الفرار الى بلد مجاور. ويواصل الحلف الاطلسي غاراته الجوية على ليبيا انما بوتيرة اخف بكثير من السابق. واعتبر السفير الاميركي في الحلف الاطلسي الخميس ان فرنسا وبريطانيا اضطلعتا بدور "استثنائي" في النزاع الليبي الذي لم يكن من الممكن، مع ذلك، تحقيق ما تم التوصل اليه فيه من دون المشاركة الفعالة للولايات المتحدة. وفي طرابلس، حذر جبريل من الخلافات السياسية المبكرة بينما لم تنته المعركة بعد. وقال في مؤتمر صحافي ان "بعض مدن الجنوب لا تزال محاصرة (من قبل القوات الموالية للقذافي) والحسم لم ينته في بني وليد وسرت بعد، وعلى الرغم من ذلك، يعتقد البعض ان المعركة انتهت بالفوز". وحذر بعض الليبيين من "الشروع في محاولات لبدء اللعبة السياسية رغم انه لم يتم التوصل الى توافق حولها باعتبار ان المعركة لم تنته بعد". في السياق ذاته اعلن الانتربول الجمعة انه اصدر "مذكرات حمراء" لمطالبة الدول الاعضاء في المنظمة الدولية للشرطة ال188 باعتقال العقيد معمر القذافي وابنه سيف الاسلام وصهره عبد الله السنوسي الصادرة بحقهم مذكرات توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية. وجاء في بيان صادر عن رونالد نوبل الامين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية التي يوجد مقرها في ليون (وسط-شرق فرنسا) ان هذه البلاغات "ستحد بشكل كبير من احتمال عبور هؤلاء الرجال الثلاثة الحدود وستشكل اداة مهمة للمساعدة على تحديد اماكن تواجدهم واعتقالهم". وكان مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو طلب الخميس من الانتربول اصدار "مذكرات حمراء" بحق المسؤولين الليبيين الثلاثة الذين يشتبه في ارتكابهم "جرائم ضد الانسانية، اي القتل والاضطهاد". وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت في 27 حزيران/يونيو مذكرات توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الاسلام وصهره رئيس المخابرات الليبية سابقا عبد الله السنوسي.