لا يتوقف الحديث عن الشخصيات المميزة التي ساهمت في خدمة الدين والوطن، وقد ذكرت في مقال سابق جهود الشيخ حمد المعجل في هذا المجال، واليوم أضيف جوانب أخرى من سيرته ومسيرته. يذكر ابنه/ عبدالعزيز أن والده كان منظماً في عمله ومعروفاً بالحكمة والرأي السديد وصاحب حجة قوية ولديه دراية ونظرة ثاقبة للأمور وحسن التصرف وكان أكثر أهل الجبيل يستشيرونه ويأخذون برأيه في أمور التجارة وغيرها من الأمور الأخرى، ويقول أيضاً لخبرة والدي وتجاربه كان مرجعاً لحل كثير من المشاكل وإصلاح ذات البين بين الناس وكذلك يفك حاجة من يحتاج من الضعفاء والمعسرين ويعينهم في كثير من أمور الدنيا ويقضي حوائجهم. مرض والده وموقف الملك عبدالعزيز معه رحمهما الله: ويذكر ابنه (عبدالعزيز) - متعنا الله وإياه بالصحة والعافية - أنه في العام 1356ه وكان وقتها عمري 9 سنوات وصلت (برقية) رسالة لوالدي حمد المعجل في الجبيل تفيد بأن جدي عبدالكريم مريض فقرر والدي (حمد) وعمي (عبدالرحمن) القيام بزيارة والدهم في بلدته (الداخلة) فقدم عمي عبدالرحمن من الكويت إلى الجبيل مكان إقامة والدي حمد المعجل مستأجراً سيارة كان يقودها داوود المالك وركبنا أنا ووالدي (حمد) مع عمي عبدالرحمن متجهين إلى (سدير) وعندما وصلنا الرياض كان في استقبالنا (عبدالعزيز الفوزان) وكان قد نصب لنا خيمة وجهزها تجهيزاً كاملاً لنبيت فيها ونرتاح من عناء ومشقة السفر ومكثنا تلك الليلة في الرياض وكانت الرياض محاطة بسور، وفي تلك الأثناء شاهد الملك عبدالعزيز سياراتنا ومقر إقامتنا بواسطة (المنظار) فأرسل رجاله ليتفقدوا الأمر ويخبروه لمن هذه السيارة التي دخلت الرياض وماذا تريد فأخبروه بأنها لحمد المعجل وعندما علم والدي حمد وعمي عبدالرحمن أن الملك عبدالعزيز علم بأنهم في الرياض ذهبوا فسلموا عليه واستقبلهم خير استقبال ورحب واحتفى بهم (وهذا يدل على ما يتمتع به حمد المعجل من السمعة والذكر والسيرة الطيبة) وسألهم الملك عبدالعزيز لمن هذه السيارة فأخبروه بأنهم استأجروها من الكويت لتوصلهم لسدير لزيارة والدهم عندها أمر الملك عبدالعزيز وأصرّ بأن يرجع داوود المالك بسيارته للكويت وأمر أحد رجاله بأن يوصلنا بسيارته الخاصة لسدير وفعلاً ذهبنا متجهين لسدير وعندما وصلنا قابلنا ابن العم محمد العبدالعزيز الذي أخبرنا بوفاة جدي والصلاة عليه ودفنه قبل وصولنا بيوم واحد فقط عندها حزن والدي حمد وعمي عبدالرحمن حزناً شديداً بأنهم لم يشاهدوا والدهم قبل وفاته ويشاركوا في غسله والصلاة عليه ودفنه. استعانة الملك عبدالعزيز بالشيخ حمد المعجل في صرف الرواتب الشهرية لحرس خفر السواحل بالجبيل: يذكر ابنه عبدالعزيز أن الملك عبدالعزيز أرسل لوالده الشيخ حمد المعجل أثناء إقامته في الجبيل مندوباً يطلب منه القيام وتولي صرف الرواتب الشهرية لحرس خفر السواحل وذلك لبعد المسافات ووعورة الطريق وصعوبة المواصلات آنذاك وعدم وجود التقنية الحديثة (وهذا يدل على الثقة الكبيرة والعلاقة القوية والمتينة التي يحظى بها الشيخ حمد المعجل من الملك عبدالعزيز رحمهما الله تعالى). كان من السابقين في إدخال التقنية الحديثة في الجبيل: يعتبر الشيخ حمد المعجل من الحريصين على مواكبة العصر والتطور فهو ممن قام بإدخال التقنية الحديثة في الجبيل فهو يعتبر أوائل من قام بإدخال الكهرباء والمذياع في الجبيل بل أوجد ما يشبه الفنار ليكون دليلاً للصيادين والبحارة. اهتمامه وحرصه على تعليم المرأة: يعتبر الشيخ حمد المعجل من الحريصين على العلم والتعلم وهذا ما انعكس على ثقافته وشاعريته فيذكر ابنه عبدالعزيز أنه مع بداية فتح مدارس البنات جاءه وفد من أهل الدمام لمعرفتهم بمنزلته ومكانته الاجتماعية عند ولاة الأمر وطلبوا منه السعي في منع تعليم البنات فكان رده عليهم: (إذاً أخرجوا أبناءكم من المدارس وامنعوهم من التعليم)!! ولما تعجبوا من قوله؟ رد عليهم بقوله: (إن الابن المتعلم يبحث له عن زوجة متعلمة)! فانصرفوا ولم يستطيعوا الرد عليه، في دلالة على قناعتهم برأيه. جعل من بيته ملتقى ونادياً أدبياً وثقافياً: كان الشيخ حمد المعجل رحمه الله تعالى منذ صغره مطلعا على الكثير من الكتب والمؤلفات في مجالات الدين والأدب والتاريخ والشعر ويعتبر مجلسه أشبه بنادٍ أدبي يجتمع فيه الأدباء والمثقفون والشعراء وتتم فيه مناقشة وطرح الأمور الثقافية والأدبية والسياسية وتظهر فيه المواهب الشعرية، ويذكر ابنه عبدالله (رحمه الله) أنه وجد رسالة من والده (حمد المعجل) بعد وفاته عند ابن صاحب إحدى المكتبات المتخصصة في مكةالمكرمة يطلب منه تزويده ببعض الكتب والمؤلفات الجديدة (وهذا يدل على حبه للقراءة وحرصه على الاطلاع على كل ما هو جديد في شتى العلوم والمجالات المختلفة). الرياض