الزلفي - داود الجميل - أحمد الدويش رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بمقر القاعة الماسية بالزلفي حفل جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم في عامها الثالث بحضور محافظ الزلفي الأستاذ زيد بن محمد آل حسين ومحافظ الغاط الأستاذ عبدالله السديري ووكيل محافظة الغاط الأستاذ نايف السويدي ووكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث د.عبدالله الموسى وعدد كبير من المسؤولين ووجهاء المحافظة والمواطنين. ) وأكد رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم أمين الجائزة الشيخ عبدالرحمن الحمد في كلمته أن الجميع يعيشون اليوم فرحتين أولاهما الفرحة بتكريم أبنائنا وبناتنا الفائزين بالجائزة وثانيهما فرحة الاجتماع بهذه الوجوه النيّرة المشرقة التي هي محل التقدير والاحترام وأوضح جانباً من أهمية القرآن الكريم في حياة البشرية وتأثيره على القلوب وأنه شفاء لما في الصدور وطمأنينة القلوب، مؤكداً أن الأولاد هم بهجة الحياة وسرورها وأمنها وفرحها وصلاحهم أفضل مطلوب وأعظم مرغوب، مقدماً شكره لسمو الأمير على تشريفه بتكريمه لأبنائه الفائزين بالجائزة ولصاحب الجائزة الشيخ الفهد على تبنيه لها. ) من جهته أكد صاحب الجائزة الشيخ فوزان الفهد أن القرآن الكريم هو شريعة أهل الأرض ليكون هادياً لهم وسراجاً منيراً وقد تسابق الناس لهذا الفضل العظيم فحفظوه إلى أن وصلنا كاملاً غير منقوص وفي هذا العهد نتفاخر بحفظه ونتعاهد على فهمه ومن هنا جاءت فكرة هذه الجائزة التي تدخل عالمها الثالث وهي تابعة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالزلفي. مشيراً إلى ما لمسه أولياء أمور الطلاب والطالبات المشاركين بالجائزة من أثر حفظ القرآن الكريم لدى أبنائهم وبناتهم وأكد أن مبلغ الجائزة كان في عامها الثاني 200 ألف ريال وفي هذا العام لم تقيد الجائزة بمبلغ معين وهذا ما زاد من قيمتها. ووجه الشيخ الفهد شكره وتقديره الجزيل لسمو الأمير سلطان بن سلمان على تفضله بقبول الدعوة والمشاركة في حفل الجائزة وهذا ليس بمستغرب من رجال هذا الوطن العظيم فهو ابن الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الداعم الأكبر لجميع الأعمال الخيرية في جميع محافظات منطقة الرياض. وتضمنت فقرات الحفل كلمة الفائزين ألقاها الطالب علي القشعمي وقصيدة للشاعر سعد العواد ولوحة إلقائية بعنوان (تفاءل تعش في زمن السعداء) قدمها طلاب ثانوية الإمام محمد بن سعود حيث قدم بنهايتها مدير التربية والتعليم الاستاذ محمد الطريقي ومدير المدرسة الأستاذ عبدالله الفحام درعاً تكريمياً لسمو الأمير سلطان بن سلمان بهذه المناسبة، كما تضمن الحفل نماذج من قراءات الطلاب وعرضاً مرئياً عن الجائزة ومراحل تطورها. ) وقد ألقى سموه الكريم كلمة أعرب فيها عن شكره لمن أتاح له هذه الفرصة ولمرافقيه للحضور في هذه الليلة المباركة وقال: إنني وأنا استمع لهذه التلاوات المباركة من هذه الوجوه الطيبة وهذا العرض الجميل إنما استذكر بالخير أننا في هذه الليلة المباركة نجتمع على الخير وفي بلد الخير. وتكاد بلادكم المملكة هي أكبر جمعية خيرية في العالم وهي أكبر مؤسسة لتحفيظ القرآن الكريم في العالم ولا اعتبر هذه المؤسسة بالزلفي إلا فرع لهذه الشجرة المباركة فهذه الدولة وما كانت لتكون وهذه المناسبة الطيبة واجتماع الناس على الخير وباطمئنان وبركة والعالم من حولنا يتفجر بالبراكين والدول تعج بالاضطرابات ما كان ليتحقق ذلك إلا أن الدولة قامت أساساً على كتاب الله وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام تؤدي عباداتها وتنبي المساجد وتقوم بهذه المناسبات، والحمد لله تجد الخير وأهل الخير في المملكة. والأخ فوزان الفهد جزاه الله خير الجزاء هو أحد أهل الخير الذي سخّر ما أعطاه الله لأعمال الخير، واليوم لا يمكن أن يزايد أحد على مركز المملكة وأهلها وتمسكهم بكتاب الله وسنّة نبيه ولا يمكن أن يزايد أحد على هذه الدولة المباركة واجتماع أهلها على الخير ووالله لولا هذا الكتاب وهذه العقيدة اجتمعت ولله الحمد وهذه القيم الإسلامية التي يعتز بها أبناء هذا البلد وتمسكهم بها لما كان هذا الاجتماع. كما نرى ولله الحمد قائد هذه البلاد المحبوب الملك عبدالله أدام الله عليه الصحة والعافية وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان وسمو النائب الثاني الأمير نايف وكل المسؤولين نرى قائد هذه البلاد يقول قبل يومين فقط ما لم يقله أي قائد لأي أمه مهما كانت هذه الأمه حيث قال: (أنا خادم لهذا الشعب وأقل من خادم) لأنه يحفظه الله يعرف أن خدمة المواطنين هي أعظم درجات الفخر والاعتزاز وأن من تواضع لله رفعه ومن خدم المواطن ووصل إليه في بلدته أو في قريته وشعر به فذلك أعلى درجات العمل الصالح وهذا أساساً في صلب هذا الدين الإسلامي العظيم. ونحن منا من أعطاه الله وأكرمه كهؤلاء الشباب الخيرين من يوم يقوم بالليل ويقرأ القرآن ويحفظه ومنّا من أعطاه الله بأداء واجباته الدينية ولكن سخره لأداء عمل الخير من باب آخر كباب الطب والهندسة والدعوة وحماية الوطن وأنتم ترون حماة الوطن الذين أخصهم اليوم بتقدير خاص لأننا لولا تكاتف المواطن ولولا رجل الأمن الذي حقق اليوم إنجازات كبيرة كل يوم وليلة في هذه التحديات العظيمة التي تمر بها بلادنا التي هي بلا شك مستهدفة لأنها أولاً بلاد الإسلام والحرمين الشريفين وبلاد التقنية والخير والبركة لكان أمراً آخر ونوّه سموه بتأثره بما سمعه من تلاوات لطلاب الجمعية مطالباً الشيخ الحمد بتزويده بنسخة مرئية منها. وأبان سموه أن مقدم الحفل نبهه إلى كلمة لسموه يكررها دائماً أن شخصاً مخلصاً قال له: لماذا لا نستبدل مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة بذوي القدرات الخاصة حيث قدم شكره له مشيرًا إلى أنه ليس من المعقول أنك ترى عظماء الإسلام والمفكرين والمخترعين من المعوقين الذين يمرون بظروف صعبة في الحياة ومع ذلك يتجاوزونها ويحفظون القرآن الكريم ويتخرجون من المدارس ويكافحون ويحققون الإنجازات فهل يعقل أن يقال لهذا الشخص: إنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل هو من ذوي القدرات الخاصة. وأشار سموه إلى زيارات سابقة له لمحافظة الزلفي خصوصاً بعد عودته من رحلته الفضائية هي لايزال يستذكر تلك الزيارات الجميلة التي قضى فيها وقتاً ممتعاً لا ينسى. وقال: إنه عندما شاهد شباب الزلفي وهم يتسابقون في خدمة الضيوف والترحيب بهم رأى أن هذه الثقافة وهذه الواجهة الحضارية للزلفي لا بد أنها أتت من أهل الزلفي أنفسهم ومن بيوتهم من خلال تربيتهم لأبنائهم وقلت في نفسي إنني تمنيت لو أعيش بالزلفي وأنني ربيت أبنائي بها وأنا لازلت عند هذا الرأي ودائماً أعتز وأسعد أنني أحضر لهذه المحافظة. وفي الختام تفضل سموه بتكريم الداعمين للجمعية والفائزين بها ثم شرّف حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة ثم غادر الزلفي مودعاً بالحفاوة والتكريم.