الحمى هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم فوق الحد الطبيعي والتي تتراوح مابين 36.6 و37.2 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الفم. ويجب أن نعلم أن درجة حرارة الطفل تتغير حتى عندما يكون في حالة جيدة تبعا لساعات النهار، فهي ترتفع أثناء النوم وتنخفض أثناء ساعات الاستيقاظ، ويفضل قياس درجة حرارة الطفل من الإبط، ونعتبر أن الطفل لديه ارتفاع في درجة الحرارة إذا زادت عن 37.2 درجة مئوية، ولا يفضل قياسها من الشرج، ويمكن قياسها من الفم إذا كان الطفل في عمر المدرسة. أسباب الحمى الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة قد يكون راجع إلى كثرة الحركة أو زيادة الملابس أو التعرض للجو الحار مع نقص كمية السوائل التي يتناولها الطفل، وهنا يحتاج الطفل لمتابعة قياس درجة الحرارة بعد نصف ساعة. وقد يخفي ارتفاع درجة حرارة الطفل وراءه مرض حقيقي بسبب التهاب الحلق أو الأذنين أو التهاب الجهاز البولي أو الهضمي. وقد يخفى أمراض أشد خطورة وعليه يجب استشارة الطبيب في حالات ارتفاع درجة حرارة الطفل. ونذكر هنا أن أكثر سبب لارتفاع درجة حرارة الطفل هو الالتهاب الفيروسي بالجزء العلوي من الجهاز التنفسي. ما يجب على الوالدين فعله أمام حالات ارتفاع درجة الحرارة 1- تخفيف الأغطية ما دامت درجة الحرارة تفوق 38°. نزع ملابس الطفل وتركه بملابس قطنية خفيفة. 2- يجب أن تتراوح درجة حرارة الغرفة بين 18 و20 درجة مئوية. 3- زيادة كمية الماء في قارورة الرضاعة. 4- إعطاء الطفل مشروبات باردة وحلوة، خاصة أثناء الليل وذلك لتجنب الاجتفاف الجسدي. 5- استحمام الطفل في ماء تقل حرارته بدرجتين عن درجة حرارة الطفل، مع الحرص على تبليل شعره وذلك لمدة 10 إلى 15 دقيقة، ويمكن إعادة هذه العملية 2 إلى 3 مرات في اليوم. - وقد ثبت في الصحيحين، عن نافع عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء». 6- في حالة تعذر الاستحمام يجب تلفيف الطفل في فوطة حمام مبللة بماء متوسط الحرارة. 7- إعطاء الطفل دواء يعمل على تخفيف حرارته بسرعة. 8- تقديم تغذية خفيفة للطفل. 9- استشارة الطبيب. ما يجب على الوالدين تجنبه 1- تجنب استحمام الطفل في الماء البارد، أو تلفيفه في فوطة مبللة بماء بارد. 2- تجنب وضع أكياس من الثلج. 3- تجنب تقديم المضادات الحيوية للطفل بدون استشارة الطبيب لما في ذلك من مخاطر ارتفاع مقاومة الجراثيم. متى تجب زيارة الطبيب؟ زيارة الطبيب تختلف باختلاف عمر الطفل ووزنه، وعلى الوالدين مناقشة الأمر مع الطبيب المتابع للطفل منذ الولادة، ولكنها تصبح إجبارية في الحالات التالية: - إذا كان عمر الطفل لا يتعدى 3 شهور. -إذا كان عمر الطفل أكبر من ستة شهور ودرجة حرارته أعلى من 40 درجة. - رفض الطفل تناول السوائل بشكل غير عادي. - صراخ وبكاء الطفل أو الرضيع بشكل مستمر بدون سبب واضح. - عدم استيقاظ الطفل بسهولة وبالطريقة المعتادة. - ظهور طفح جلدي نتيجة الحمى. - صعوبة في التنفس لدى الطفل أو انسداد الأنف أو السعال الشديد. - الإسهال والقيء. - التهاب الأذن الوسطى حيث يصبح الطفل عصبيا خاصة مع وجود حمى. وختاماً، لا بد من الإشارة إلى أن ارتفاع الحرارة ليس مرضا في حد ذاته بل هو أحد الأعراض المرضية، ولذا يكون الأصل دوماً هو البحث عن سبب الارتفاع، ثم هل يحتاج هذا السبب إلى علاج أم لا. د. وليد أبو ناصف - وحدة طب الأطفال والرضع