تعرف كثير من المستشرقين الأوائل على النص القرآني من خلال ترجمة المستشرقين أنفسهم لمعانيه إلى اللغات الأوروبية وكتاب (المستشرقون والقرآن الكريم) للدكتور علي النملة يكشف أن من تعرض لنص القرآن الكريم من المستشرقين والعلماء الغربيين بلغته العربية كانت له مواقف أكثر نزاهة ممن تعرضوا للنص القرآني مترجماً من مستشرقين.وقال الدكتور علي النملة: الذين تعرضوا للقرآن الكريم من منطلق أدبي كانوا أكثر تركيزاً على إعجاز القرآن الكريم ولا تكاد دراسات المستشرقين عن أدب العصر الجاهلي تخلو من التعرض للقرآن الكريم على اعتبار أن القرآن الكريم معجز بلاغة كما أنه معجز من نواح أخرى مختلفة.وأضاف: يمكن القول دون تعميم: إن دراسات المستشرقين الأوائل حول المعلومة الشرعية لا تكاد تخلو من الخلل إما أن يكون غير مقصود.أو يكون متعمداً ذلك أن هؤلاء الدارسين للمعلومة قد أفقدوا إلى عاملين مهمين: أولهما: الافتقار إلى هذه المعلومة وما تمثله من ثقافة.. والثاني: الافتقار إلى الإلمام باللغة التي جاءت بها المعلومة الشرعية وهي هنا اللغة العربية رغم محاولاتهم الجادة للسيطرة عليها.وتحت عنوان (تقويم جهود الترجمة) يقول علي النملة في وقفات تقويمية لمسار ترجمة معاني القرآن الكريم عقدت ندوات في البلاد العربية والإسلامية لتقويم هذا المسار، ولم تحل هذه الندوات من البحوث التي انصبت على جهود المستشرقين في التعامل مع القرآن الكريم من خلال الترجمات أو المقدمات التي تبين الموقف الاستشراقي من كتاب الله تعالى مما يعد أشد خطرا من الأخطاء التي وقع فيها المستشرقون في الترجمة ذاتها. من تلك الجهود التقويمية ما قامت به جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في بنغازي بليبيا سنة 1406 - 1989م من عقد ندوة عالمية حول ترجمات معاني القرآن الكريم وذلك في مدينة اسطنبول بتركيا.. وما قام به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من عقد ندوة حول عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه عام 1421ه.