لم تعد أنديتنا تعتمد على الكشافين عن المواهب الكروية من جيل النشء سواء في الحواري أو المدارس.. وحتى في الأكاديميات الكروية لدينا مثلما كانت تفعل سابقاً.. حيث انصبّت اهتماماتها على استقطاب اللاعب الجاهز من الأندية الأخرى ذات الدخل المحدود.. مما فتح المجال على مصراعيه أمام الأشقاء الخليجيين لاصطياد المواهب التي نشأت وترعرعت على أرض الوطن.. وقد شاهدنا عدداً من المواهب التي استقدمت من المملكة تشارك الأندية والمنتخبات الخليجية بعد أن تمَّ احتواؤها وتجنيسها.. وهنا لا ألوم الأشقاء على هذا التوجه.. بل اللوم يقع على عاتق أنديتنا والمعنيين بهذا الأمر الذين أهملوا هذه المواهب ولم يعيروها الاهتمام المطلوب مما أدى لتسرُّبها خارج الوطن.. ولكم خسرنا مواهب نحن أحق بها، وأشير هنا أيضاً إلى أن هناك لاعبين موهوبين ولدوا وترعرعوا هنا في المملكة لا يحملون الجنسية السعودية قُدمت لهم كل التسهيلات من الأشقاء.. فغادروا إلى هناك وبرزوا في الملاعب الخليجية.. وهؤلاء أيضاً نحن أحق بهم.. ولعلنا نتذكَّر في وقت مضى كيف استفادت أنديتنا ومنتخباتنا من لاعبين تم تجنيسهم.. وقد أسهموا وبشكل كبير في علو كعب الكرة السعودية.. بل كانوا علامة مميزة فيها ومؤثرين للغاية.. ولست هنا بصدد استعراض أسمائهم والتذكير بهم.. فالأهم هنا أن نكرر التجربة طالما كانت ناجحة للغاية وفق ضوابط ومعايير معينة.. ولعل هذا الأمر يأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام لدى اتحاد الكرة والقائمين على الأندية. على عَجَل الأجواء الصحية - إدارياً - بنادي الهلال هيأت لرجل أعمال فعّال وناجح أمثال الدكتور علي الناقور.. وابنه حسن خدمة الرياضة والرياضيين من خلال هذا النادي النموذجي. بعض الأندية ممثلة بالقائمين عليها من الرؤساء المثاليين الناجحين ممن لا يعانون (العُقد) يعرفون جيداً وبمثالية رائعة كيف يستقطبون الناجحين والداعمين لأنديتهم.. وعلى النقيض من ذلك تماماً هناك رؤساء أندية يحاربون أمثال هؤلاء لأهداف خاصة.. والخاسر الأكبر هو النادي أولاً.. ثم الرياضة بشكل عام ثانياً. نعم.. فإن ما يقارب من عشرة ملايين - وإن زادت قليلاً - إذا ما قُدمت من أجل نجم ناشئ وموهوب كياسر الشهراني الذي ينتظره مستقبل كبير وسيخدم ناديه والمنتخب سنوات طويلة.. فإنها أفضل بكثير من تقديم عشرة ملايين للاعب أجنبي ولموسم واحد وقد لا ينجح. يرى (البعض) أن ما بدر من أحمد عباس لا يستحق أن تنظر فيه لجنة الانضباط بحكم أن المباراة وديّة.. وكأنهم بذلك يقولون للاعبين افعلوا ما شئتم.. واخرجوا عن الروح الرياضية.. فالمباراة وديّة.. وبالتالي فما يبدر منكم لا يسيء للرياضة السعودية!!! أرجع الأستاذ سلمان القريني أسباب ما بدر من اللاعب أحمد عباس تجاه الحكم الكويتي إلى ظروف خاصة وصعبة كان يعاني منها اللاعب قبيل المباراة.. وأن ما حدث لا يستحق هذا التصعيد الإعلامي.. ونسي الأخ الكريم أبو حمد أن ما ذكره من مبرر لا يعفي اللاعب.. بل إنه أيضاً وضع الجهاز الإداري في موقع المسئولية.. إذ يفترض إبعاد اللاعب عن المشاركة طالما لديه معاناة ولم يكن مهيأ من الناحية النفسية!! المباراة الوديّة تعني لقاء محبة وإخاء لمد جسور التواصل والمودة بين المتقابلين مع الاستفادة الفنية لطرفي المواجهة.. أما إن شابها ركل ورفس وخروج عن الروح الرياضية فإنها ستصبح مباراة أذيّة وليست وديّة!! كيف استطاع نادي الشباب المحافظة على سرية مفاوضاته واستفساره عن حالة اللاعب الحسن كيتا ومدى إمكانية العفو عنه حتى اللحظات الأخيرة بعيداً عن الأنظار؟ هذا الأمر دون شك يُحسب لإدارة الأستاذ خالد البلطان. * كان بودي لو تحدث رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن الفوارق الفنية بين لاعبي شرق آسيا وغربها من حيث الانضباطية الاحترافية والإمكانات البدنية والفنية بدلاً من أن يقول بأن اللاعب في غرب آسيا يُصاب بالذعر والارتباك عند تلقيه هدفاً ولا يستطيع استعادة تركيزه مرة أخرى.. هذا الرأي مدعاة للاستغراب كونه يصدر من رجل بحجم محمد بن همام.. وكأن لاعبي غرب القارة دون إنجازات تُذكر.. ومبتدئون في عالم كرة القدم!! إذا ما استمر فهد المطوع على نفس النهج والتوجه الذي يدير به نادي الرائد.. فمن المؤكد أن هذا النادي العريق سيصبح قريباً في مصاف الكبار. * أعلن نادي الشباب أن ميزانيته التقديرية للموسم القادم 119 مليوناً تقريباً.. والعجز المتوقع فيها حوالي 76 مليوناً!!.. ومن المؤكد أن الشباب ليس وحده سينفق مثل هذه المبالغ الكبيرة.. بل ربما هناك أندية ذات ميزانية أعلى من ذلك.. وهنا حري بنا أن نتساءل: متى نقدم - خارجياً - ما يوازي هذا الإنفاق الكبير طالما ما زلنا نتعادل ونخسر من أندية ومنتخبات لا تنفق رُبع هذه المصروفات.. وإن فزنا فبشق الأنفس؟!! أعتقد بأن خروج المنتخب القطري خالي الوفاض من نهائيات كأس آسيا رغم وصوله لدور ال 16 أكثر إيلاماً من أي إخفاق عربي في هذه البطولة لأن الأشقاء القطريين نظموا هذه النهائيات مرتين (1988 م - 2011م) ولم يتمكنوا في أي منها من الحصول على اللقب.. وهذه سابقة أظن أنها لم تحدث بالقارة الآسيوية من قبل. ما أعلنته أمانة اتحاد كرة القدم عن تنظيم بطولة البراعم لمواليد 1-1-1996م فما فوق.. مما يعني أنها خاصة لمن هم فوق 15 عاماً.. أتصور أن البراعم هم من تكون أعمارهم دون الخامسة عشرة.. ومن هنا أرى أن نتبنى المواهب لمن هم بين (10) إلى (15) عاماً. مع الإشادة وتقدير ما قامت به الدكتورة فوزية الجفالي من دعم مادي سخي لنادي الوحدة كتبرع شرفي، لنا أن نتساءل: هل يفتح هذا التبرع الباب أمام سيدات أعمال أخريات يدعمن أنديتهن ويسهمن بفعالية في مسيرة رياضة الوطن؟ والسؤال الآخر: هل من الممكن أن تفتح الأندية المجال لاستقطاب منتميات - عن بُعد - لهيئات أعضاء الشرف وبخاصة من سيدات المجتمع المقتدرات مادياً؟!! ما يحدث في النادي الأهلي هذه الآونة يُنبئ بعودة قوية لقلعة الكؤوس لعلها تعيد ماضيه الجميل. رحل سامي الجابر كلاعب.. لكن الألقاب القارية المشرفة ما زالت تلاحقه.