حين أنتقد الآخرين فأنا أعرف تماما أنني لا أخلو من عيوب )يشاركني في ذلك الكثير من الكتَّاب إن لم يكن جميعهم( لكن هدفي محاولة الإصلاح بدءا بنفسي. هذا ما توقفنا عنده في الحلقة الأولى من هذا المقال. السبب الآخر: ان الأمر يتعلق بالمرأة وأصعب اللحظات لدي أن أُلامس أمراً سيئاً في امرأة وخاصة تلك المثقفة الواعية فأنا أفترض فيها دائماً أن تكون هي سيدة الوعي والتألق والبهاء والجمال.. هكذا ولا أعلم لماذا؟! الخلاصة أن ظروفاً معينة )لن أفصح عنها( تجمعني دائماً بإمرأة ما.. وعندها أضطر إلى مصافحتها وتقبيل وجنتيها.. وهذا أمر عادي.. ولكن الأمر غير العادي أن عطر هذه المرأة المفضل هو )الثوم المركز( أي أنها تتناول الثوم بشراهة عجيبة ولا أبالغ إن قلت أنه يوشك أن يغمى عليَّ حين أقترب لمصافحتها وأتمنى ألا يكون هناك تقبيل للخدين.. تجنباً لذلك الموقف الذي لا يحسد عليه أحد! وكلما قلت إن الأمر عابر وسينتهي فوجئت برائحة مشابهة أقوى وأشد في اللقاء الذي يليه.. ولا أتجاوز الحقيقة إن قلت إنني في اللقاء الأخير اضطررت لحبس أنفاسي وخُيّل إلي حقيقة أنني لا أصافح امرأة وإنما «فصّاً» من الثوم نفاذ الرائحة يمكنك أن تشعر برائحته على بُعد عشرة أمتار! والأمر المدهش أنني حتى الآن لم أجرؤ أن أتوسل إلى تلك المرأة كي تختار واحدا من أمرين: إما الثوم.. وإما مصافحتي!! üü وما بيننا قاتلٌ وقتيل وما بيننا /فخ شك/ وسدٌّ وخارطة تستطيل وها أنت، ها تتوقع مني الذي لا أطيق.. يداً لك تمتدُّ أو بسمة في العيون ولمعةَ ود تألقُ فوق الجبين وفنجان شاي يدور عليه الكلام.. فيحلو السلام وهذا هو المستحيل! فاروق شوشة Email:[email protected] ص.ب: 61905 الرياض: 11575