يمنحك التعامل باستمرار مع رسائل القراء خبرة جيدة وقدرة على قراءة ما بين الكلمات والسطور.. عندها تجد نفسك بتلقائية شديدة تعرف الدافع الحقيقي لتلك الرسالة والخلفية الثقافية والفكرية لصاحبها والأهم من ذلك أنك تعرف الرسائل الصادقة من تلك المزيفة!. وعندها تستطيع التمييز بين من يكتب لك بثقة شديدة وبمعرفة تامة.. ومن تدرك من خلال كلماته أنه متابع جيد لك ولكل ما يكتب، أو أنه كتب لك فقط لمجرد قراءة مقالة واحدة مصادفة.. وذلك ولاشك يجعلك تحدد كيف سيكون رد فعلك أو استجابتك ولمن؟!. إذ ليس ثمة ما يجبرك على إضاعة وقتك أحيانا في بعض الرسائل غير المجدية التي تعرف ان صاحبها قد كتبها على سبيل العبث والتسلية ليس إلا!. حين كنت في الجامعة كنت أرى بعض الزميلات اللاتي يفتقرن كثيرا الى الثقافة والمعرفة، ولم يكن هدفهن من دخول الجامعة سوى نيل الشهادة وحسب!. ويحدث أحيانا أن نحضر أمسيات شعرية أو قصصية أو محاضرات في مختلف المجالات، فتقوم أولئك المدعيات بتجهيز بعض الأسئلة المعدة سلفا بينما هن لا يدركن مما يلقى إليهن إلا اللمم وبعض الصدى.. فإذا وجدن الموضوع المطروح عن «الحب» سألن مباشرة ودونما تفكير: وهل الحب هو قضيتنا الأساسية؟! هل انتهت قضايانا كي نكتب عن الحب؟!. ولو كان الموضوع عن أمور مادية وعلمية جافة، سألن صاحبة الشأن: ألا ترين أن الأجواء جافة أكثر مما ينبغي وأنه لا يوجد فيما قلت أي لمسات إنسانية؟!. ولو كان الموضوع أدبيا على مستوى عال من الرمزية والمعاني العميقة سألن فوراً: ألا ترين أنك تقولين مالا يفهم، وأنك ينبغي أن تهبطي الى مستوى المتلقين والمتلقيات وهلم جرا!!. وبعض أسئلة القراء هي من نمط هذه الأسئلة الجاهزة التي لا تقدم ولا تؤخر وتنبىء بشكل مباشر لا يقبل الشك أنك في وادٍ وهذا القارىء السائل في وادٍ آخر!. ورغم كل ما ذكرت إلا أن ثمة رسائل قيمة عزيزة عميقة جداً تبقى في الذاكرة إلى الأبد!. *** **« إذا لم تكن قادراً على مواصلة الطريق حتى النهاية فأحرى بك ألاّ تبدأه» Email:[email protected] ص.ب 61905 الرياض/ الرمز البريدي 11575