مع بداية عرض الفصل الأول من المسرحية (الكروية) العربية التي تدور أحداثها في دوaحة كأس العالم 2022 تحت شعار كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة.. شهد الجمهور تساقط أوراق مجموعة من الحضور الخليجي تحديداً منذ اللحظات المبكرة لفتح (ستارة) المسرح.. فالمنتخب القطري تنازل عن نتيجة مباراته الافتتاحية مع أوزبكستان.. وشاركه في اليوم التالي ضمن مجموعته تعاطفاً منتخب الكويت بخسارته من الصين.. وكان اليوم الثالث حافلاً بالمفاجأة الكبيرة.. فبعد أن ظهر (نشامى) الأردن بقيادة مدرب عربي (عدنان حمد) بمستوى رائع، حيث أسقط ترشح اليابان للفوز وبسهولة. وتقدم الأردن بهدف كان من الممكن إيداع النقاط الثلاث لصالحه.. إلا أن اليابان استطاع الظفر بهدف التعادل في الوقت بدل الضائع من المباراة! وفي اللقاء الثاني ضمن تلك المجموعة.. لم يكن أحد يتوقع سقوط أكبر المرشحين في الفوز بلقب البطولة.. لكن مقياس التفوق لم يعد ذا قيمة تذكر (على الورق) وإنما الارتكاز على مقولة (الميدان يا حميدان) وفجرت سوريا أقوى مفاجآت البطولة بإطاحتها (الأخضر) ومن ثم صدور قرار إقالة بيسيرو البرتغالي! الأيام القادمة من بطولة آسيا ستكون عامرة بالنتائج ذات العيار الثقيل.. وأتوقع أن العديد من المنتخبات التي قدمت للدوحة وهي تحمل لقب الفوز بالكأس ستعود أدراجها صفر اليدين.. و.. سامحونا!! سوق الحراج! البرازيل التي تعتبر معقل كرة القدم على مستوى العالم.. هي أيضاً التي أطلقت على لسان وزير ماليتها جيدو مصطلح (حرب) العملات الدولية.. وعلى مستوى الرياضة العربية.. وتحديداً في (خليجنا واحد) شاع مؤخراً مصطلح (حرب) المفردة.. والكلمة.. ويكاد لا يخلو (مجلس) يضم نخبة من كبار الرياضيين إلا ويتحول النقاش الدائر إلى إزعاج وصراخ (ديكة) وأصبح عنوان هذا الحوار الرياضي.. وقد تحول من طرح متزن إلى.. أصرخ.. أصرخ.. والغلبة ستكون لمن يجيد هذا الفن.. وأنصح من يرغب النجاح في هذا المضمار أن يكتسب قدراً من الخبرة في أي سوق من أسواق (الحراج)!! المتضرر الوحيد هو المشاهد الذي يبحث عن الحوار البناء الهادف المتمركز على جودة الكلمة والطرح العقلاني.. ومن ثم الخروج بالفائدة التي يرجوها.. لكن يأسف بأن وجد نفسه قد أضاع جزءاً ثميناً من وقته بلا معنى ولا قيمة! و.. سامحونا! داخل وخارج الملعب! تابعت وصول المنتخبات المشاركة في كأس أمم آسيا إلى مطار الدوحة.. وقد خرجت بانطباع من شقين.. .. الأول: إيجابي.. ممثلاً بصورة الانضباط.. من خلال مظهر اللاعبين العام منذ لحظة نزولهم من الطائرة وتواجدهم بالمطار ومغادرتهم إلى مقر إقامتهم. .. كان المشهد رائعاً بالنسبة لالتزامهم بالنظام وعدم حدوث أي فوضى تتعلق برفع الصوت ونحو ذلك من ارتكاب تصرفات تؤثر على شخصيته وهذا الانضباط الذي ينتهجه خارج الملعب بالتأكيد يساهم في رسم شخصيته داخل الملعب! الجانب الثاني: كان على النقيض.. وهو (سلبي).. فقد شاهدت مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخبات ترسم صورة الفوضى وعدم الانضباط فضلاً عن بروزها بالمظهر غير الملتزم أثناء تواجدها في صالة القدوم.. ومن المؤكد جداً.. أن مثل تلك المنتخبات لن تقدم داخل الملعب المستوى الفني المأمول.. وهذا مما يؤكد حقيقة مهمة أن اللاعب ذو الشخصية الانضباطية خارج الملعب ستكون شخصيته أكثر تميزاً على المستطيل الأخضر! يا ترى.. من هي المنتخبات التي تعتقد عزيزي القارئ أنها تمثل المجموعة الإيجابية والأخرى التي تشكل المجموعة السلبية.. ومن ثم عليك متابعة نتائجها خلال مشاركتها في الكأس الآسيوية؟؟ و.. سامحونا!! رشحونا!! في كل بطولة يشارك بها منتخبنا الأول.. يقوم إعلامنا الرياضي برصد وعرض وجهات نظر الآخرين حول حظوظ منتخبنا ومدى إمكانيته في الفوز بالبطولة.. إذا كانت تلك الآراء والتوجهات ترشح منتخبنا في الفوز.. يخرج علينا من يطالب بعدم الالتفات لها، مشيراً بأنها تصب في مجرى (تخدير) منتخبنا وبالتالي لا قيمة فنية لها.. ومن ثم ينبغي اتخاذ الحذر والحيطة من كل تلك الآراء لأنها قد تساهم في ارتفاع ثقة اللاعبين وإمكانية الفوز بطريقة خاطئة.. وعلى العكس أيضاً.. إذا كانت الآراء سلبية.. وتشير إلى عدم مقدرة المنتخب في التأهل للأدوار المتقدمة.. وربما تستبعد إمكانيته في الفوز بلقب البطولة.. نسارع أيضاً بدافع العاطفة لشجب تلك الآراء واستنكارها ويتم توصيف أصحابها بأنهم فئة (كارهة) أو (حاقدة). الموضوع برمته لا يحتاج إلى ردود الأفعال تلك.. والأفضل.. أن تكون الكلمة للمنتخب وتحديداً داخل الملعب.. وهذا هو الرد الحقيقي والأمثل على (المشككين) و(المتربصين) بالكرة السعودية.. ولكن ماذا سنقول في المقابل إذا صدرت آراء وأحكام تتسم بلغة الانفعال والتشاؤم من لدن أشخاص يمثلون عدة أقطاب في وسطنا الرياضي.. وكلها وللأسف تنطلق من منابر إعلامية خارجية تستهدف الإطاحة بالمنتخب قبل أن يلعب مباراته الأولى؟؟ وللتأكيد على صحة ما أقول.. فقد استمعت لرأي أحدهم وهو يقول: لو شارك المنتخب بمفرده.. لفاز بالمركز الثاني!! و.. سامحونا! خاتمة: ناصر الجوهر.. كان الله في عونك والمسؤولية كبيرة.. ويتحملها اللاعبون في المقام الأول.. بالتوفيق!