عُقد قبل فترة.. وبحضور خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لقاء اتحاد الجامعات العربية برحاب جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، وقبل أيام عَقدت نفس الجامعة لقاءً شارك به اتحاد الجامعات الإسلامية حول الجودة والاعتماد في الجامعات الإسلامية.. هذه اللقاءات التي تشارك فيها اتحادات الجامعات الإقليمية والإسلامية والعالمية تجعلني أطرح سؤالاً: متى يكون لدينا اتحاد للجامعات والكليات السعودية؟ لقد أُسست أول كلية بالمملكة العربية السعودية عام 1949م (كلية الشريعة بمكة المكرمة).. كما أُنشئت أول جامعة سعودية عام 1957م (جامعة الملك سعود بالرياض).. اليوم، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وصل عدد الجامعات السعودية (حتى حينه) أربعاً وثلاثين جامعة، إضافة إلى عشرات الكليات تتبع قطاعات مختلفة.. كالتعليم الفني والقطاع الخاص. تشرف وزارة التعليم العالي والوزارات الأخرى، من الناحية الرسمية والإدارية، على الجامعات والكليات، لكن المملكة تفتقد وجود اتحاد - جمعية - هيئة غير رسمية ذات نفع عام تجمع في ظلها الجامعات والكليات السعودية وتسهم في إيجاد الفناء الخصب لتبادل الخبرات وتنمية القيادات وتوسيع العلاقات وتعزيز التعاون في ما بين الجامعات - الكليات السعودية من جهة.. وما بينها وبين الهيئات المحلية والإقليمية والعربية والعالمية من جهة أخرى.. من هنا أُطالب بإنشاء اتحاد أو هيئة أو جمعية التعليم العالي السعودية (يمكن مناقشة المسمى) لتسهم في دعم السياسات والمبادرات الوطنية في مجال التعليم العالي السعودي، دعم وتطوير التعاون والعمل المشترك بين الجامعات - الكليات السعودية، دعم البحوث والدراسات والنشر في مجال التعليم العالي بصفة عامة.. والمحلي بصفة خاصة، تنسيق جهود انتماء وتعاون الجامعات السعودية مع الهيئات الدولية ذات العلاقة، نشر الوعي بقضايا مؤسسات التعليم العالي المختلفة، وغير ذلك من المهام الموازية للجهود الرسمية في ها الشأن.. وذلك عبر عقد لقاء دوري لمديري ومسئولي الجامعات والكليات (مؤتمر سنوي على سبيل المثال)، نشر مجلة دورية - تقارير دورية تختص بقضايا التعليم العالي، إنشاء موقع على الإنترنت لتبادل المعلومات والآراء، تشكيل وفود موحدة تمثّل الجامعات السعودية في المؤتمرات الدولية ذات العلاقة، إنشاء قواعد بيانات ذات علاقة بالتعليم العالي في المملكة، الاشتراك في الهيئات العالمية ذات العلاقة، عقد ورش عمل تطويرية ذات علاقة كورش تطوير القيادات في التعليم العالي، إنشاء لجان ومجالس فرعية متخصصة.. وغير ذلك من الأنشطة. هذه الهيئة أو الاتحاد أو الجمعية لن تكون أمراً جديداً في السياق المحلي.. فلدينا هيئة الصحفيين.. وهيئة المهندسين.. وغيرها، والتعليم الجامعي يجب أن يكون سبَّاقاً في تبني مثل هذه المبادرات الهادفة إلى تطوير مؤسسات المجتمع المدني. أكتب هذه الفكرة.. لعل مديري الجامعات أو المهتمين بالتعليم العالي يتبنون تنفيذها، مع الإشارة إلى أن هذا الاتحاد أو الجمعية ليس من مهام وزارة التعليم العالي.. ولا يجب أن تتدخل فيها الوزارة سوى بالحد الأدنى من دعمها رسمياً لتخرج إلى حيز الوجود.. مثل ما فعلت وزارة الإعلام مع هيئة الصحفيين.. أو فعلت وزارة التجارة والصناعة مع هيئة المهندسين.. والحد الأدنى المتوقع من وزارة التعليم العالي.. هو إعلان عدم ممانعتها ودعمها لأي جهود تصب في ها الشأن، حتى يطمئن الراغبون في تبني هذه الفكرة من أنها لن توأد لاحقاً عبر الجهات الرسمية. [email protected]