يا رحيل.. رحيب الأرض في ناظريه ضيّق كاذب كئيب.. فدعيه إلى كوكبه يا رحيل يعود.. دعيه يمتطي صهوة كواذب أحلام الطفولة حيث الصدق.. حيث الحلم الجميل.. الكوكب المضيء.. داعبه.. لاعبه.. صاحبه.. فامتلك النجمة المضيئة هناك.. صدَّق حلم طفولته يا رحيل.. فأضحت آفاق الوجود بين يديه.. صادقة في متناول يديه.. ملكه، وجوده.. واهماً صدَّق الصدقَ في الإنسان الأقرب الإنسان.. فأفاق على موت الصدق في الآفاق الحياة.. فدعيه في رحلة التيه يتيه.. يوقد نار غرائز «الاسبراتو».. يغذ السير نحو المجرات الصامتة الصادقة.. إلى كوكبه يعود يا رحيل.. يبحث عن نجمته نجمة الصدق هناك.. نجمته التي اضاءت سديمه.. كنت خافقة بزهور آمال.. الرجوع.. أوْعدها الشوق الصادق الرجوع.. وأخمدها النقيض.. فظل الرجوع.. وظله الشوق.. فخانه الشوق من حيث خانه الصدق الرجوع.. فهاهو هناك يا رحيل يبحلق في السديم.. يبحث عنها نجمته.. عديم يبحث عن عديم.. وذات في لجج الحيرة تسائل ذاتها.. فما خطبها نجمته خمدت.. وما خطبه الصدق الإنسان؟!. فدعيه إلى كوكبه يعود.. يبحث عن الصدق.. في كوكبه.. يا رحيل.. عن نجمته التي لم تعد تشع في سمائه.. لم تعد تنثر في أفقه ألوان طيف الصدق.. لم تعد تقشع عنه حلكة متاهات الوجود.. لم تعد تطل عليه من هناك.. كما كانت من هناك عليه تطل.. فالشوق فيه لها أيقظ جرح الغياب القديم لديه.. والفقد نكأ الجرح الجديد فيه.. فدعيه إلى كوكبه يعود.. إلى حيث خمدت نجمته يا رحيل.. ليبحث عنها في حطام الصدق الحياة.. فهل له إليها نجمة الصدق يا رحيل من سبيل..؟! فلطالما بلسان كل العشاق خاطبها.. علَّلها.. أضحكها.. أبكاها.. أطربها.. بثّها من قوله قوله: أنا يا نجمة العشاق عاشق سحاب الشوق يمطر في كياني فحورها إلى الفصيح فسامرها.. أيا نجمة العشاق جئتك عاشقا سحائب شوقي تستبيح كياني فيا رحيل.. الانسان قديم.. زمنه جديد.. وفي طيات الزمن حزن المتقادم الانسان.. يا رحيل.. الإنسان أمنيات.. لزمنه قرارات بفعلها تموت الأمنيات الانسان.. يا رحيل.. الانسان وقود زمن الاراضين.. والحياة الاختراق الانسان يا رحيل.. الانسان مسافة ما بين جفاف شآبيب دمعة الوصول الانسان.. وهطول دمعة الرحيل الانسان.. يا رحيل.. الانسان صرخة قدوم الحياة الانسان.. وصراخ فراق الحياة الانسان.. يا رحيل الانسان التوهان في منادح الآمال الكواذب الانسان.. يا رحيل.. الانسان التباريح.. البوارح.. الأحزان.. الجوارح الانسان.. يا رحيل.. الانسان ويل الوجد.. ويلات التواجد.. انتفاء الوجود الانساني.. .. فيا رحيل.. الحياة الخيال والصدق فيها التخييل.. وبموت الصدق تموت الحياة.. ينطفئ الكون.. تغور نجوم السديم.. تضيق الفضاءات.. تطفق أمواج السراب لتعيث جفافاً بشتيلات زهور اليباب الحياة.. ولهذا ماتت النجمة يا رحيل..