دعيه لا توقظيه «يا رحيل».. فلسان حاله الآن حال لسانه ذات زمن تقادم.. حين ألجأه الرحيل على تسطير ديوان الرحيل بإهداء نصه: جيتك وهمِّي عليَّه مسرجٍ خيله** جرْحي الأول يعزِّي جرْحي الثاني جيتك بَعَد ما شرِبْت الويل مع ويله** من بَعَد ما متْ والله بأمره أحياني جيتك مجرد حروفٍ دون تشكيله** ما تنقرا.. لا تحاول بي وتقراني فدعي عنك يا رحيل القراءة.. ودعيه يبحث عنها في مقبرة الأحلام فيه.. حيث هو الآن دعيه.. يغفو في ظل «البركان» الخامد.. اتركيه على سفحه يضاجع أماني الانتفاء..، يتوسد الآمال الكواذب.. يدفن برقاده ألم حداده.. يلوذ بشتاته عن ذكرياته.. يعلل غرائز الرحيل بالرجوع.. يُمَزِّق كافة خرائط لهفة الأوْب.. خيبة الإياب.. يحرق كل لوعات معلقات الغياب.. يطمس شوارد أمنيات الرجوع.. دعيه يجمع موسوعات الآمال.. يلملم مخطوطات الأحلام..، يرتق ملاحم الآلام.. جميعها.. يجمعها..، يلقي بها في جوف البركان الخامد..، دعيه لا توقظيه يا رحيل..، دعيه يبحث عنها في مقبرة الأحلام فيه..، اضنته اليقظة.. مضَّه الألم.. اغرقه حزنُه الطوفان..، فدعيه يغفو على سفح البركان الخامد.. لا توقظيه لتُذكِّريه فتقتليه لا توقظيه.. لتقنعيه بالممكن المحال..، فالممكن في ناظريك في ناظريه يا رحيل محال..، فكل ممكن الى زوال.. وكل زائل محال..، فدعيه يبحث عنها في مقبرة الأحلام فيه.. شمعته المضيئة.. اطفأها الرحيل في كيانه.. وردته اليانعة.. ايبسها هجير المسافات في عينيه.. «جملته المفيدة» يتيمة في قاموسه اليتيم.. الآن مبهمة.. غامضة هي الآن.. أبهمها الزمن.. أعجمها انتفاء الاجابات..، فالرجوع ماهو.. اجيبيه عنه يا رحيل ماهو الرجوع.. ؟! .. الويل للغياب يا رحيل.. وويل الويل للرجوع الغياب..،