تعلم سلوبودان ميلوسيفيتش مؤخرا انه يجب الا يقول لن يحدث ابدا... فمثلما اقسم رئيس يوغوسلافيا السابق خلال النزاع المسلح في بداية الاسبوع بان قوات الامن لن تناله حيا قال خليفته فويسلاف كوستونيتشا هذا الاسبوع انه لن يجري تسليم ميلوسيفيتش الى محكمة مجرمي الحرب التابعة للامم المتحدة. ويري دبلوماسيون ومحللون ان ميلوسيفيتش استسلم في النهاية وان كوستونيتشا والاصلاحين الاخرين على دفة قيادة يوغوسلافيا سيفعلون الشيء نفسه اذا ما اعطوا الوقت الكافي. ويري كثيرون ان السؤال الرئيسي يتركز حول «متى» اكثر منه «لو» تم تسليم ميلوسيفيتش. لكن يبدو ان كوستونيتشا يراوغ حتى الان. ويعد كوستونيتشا من اشد المنتقدين لمحكمة مجرمي الحرب الدولية ويعتبرها مناهضة للصرب. اطلع كوستونيتشا صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين انه لا يجب «ابدا» تسليم ميلوسيفيتش الى محكمة مجرمي الحرب في لاهاي. وادين ميلوسيفيتش بارتكاب جرائم ضد الانسانية والاشراف على عمليات تطهير عرقي وقتل جماعي للمواطنين ذوي الاصل الالباني في كوسوفو. لكن كوستونيتشا ما لبث ان قال في اليوم التالي خلال مؤتمر صحفي ان الموضوع ببساطة «ليس بقضية» في الوقت الراهن واشار ايضا الى انه كرئيس للاتحاد اليوغوسلافي غير مسؤول عن اتخاذ مثل تلك القرارت. وقال براشا جروباسيتش المحلل السياسي والمحرر بصحيفة «في. اي. بي» التي تصدر باللغة الانجليزية في بلجراد «كوستونيتشا كان مخادعا جدا في تصريحه. واعتقد انه في نهاية اليوم سيذهب ميلوسيفيتش الى لاهاي». ويوجد عدد اخر من الزعماء بجانب كوستونيتشا في التحالف الديمقراطي الاصلاحي المكون من 18 حزبا وكثير منهم تجنب القول ما اذا كان عدوهم اللدود يجب ان يذهب الى لاهاي ام لا. وخلال لقاءات خاصة جمعتهم بوزير الخارجية البريطاني روبن كوك خلال زيارة الى يوغوسلافيا هذا الاسبوع لم يجادل اي سياسي يوغوسلافي بمن فيهم كوستونيتشا بانه لا يجب ابدا تسليم ميلوسيفيتش الى لاهاي. ويرى دبلوماسيون ان هناك عاملين يدفعان التحالف الديمقراطي الاصلاحي الذي يسيطر الان على يوغوسلافيا وجمهورية الصرب نحو تسليم ميلوسيفيتش الاول مادي والثاني معنوي. فقد دمرت عشر سنوات من الحروب والفساد وسوء ادارة البلاد في ظل حكم ميلوسوفيتش الاقتصاد اليوغوسلافي. ويحتاج الاصلاحيون بشدة الى اموال الغرب ويعلمون جيدا انهم لن يحصلوا على الكثير ما لم يجر تسليم ميلوسيفيتش. ووافقت الولاياتالمتحدة هذا الاسبوع على مواصلة تقديم المساعدات لبلجراد مكافأة لها على تعاونها حتى الان مع محكمة مجرمي الحرب. لكنها في الوقت نفسه اعلنتها صريحة ليوغوسلافيا ان مؤتمرا دوليا للدولة المانحة للمساعدات الى يوغوسلافيا سيكون عرضة للمخاطر ما لم تواصل بلجراد تعاونها. وقالت صحيفة داناس اليومية في بلجراد «الضغط السياسي والمساعدة الاقتصادية المشروطة كانت دوما وستبقى احد اقوى الاسلحة التي تستخدمها الادارة الامريكية». واضافت الصحيفة المستقلة «ولذلك يجب اخذ تحذير واشنطن بانها ستواصل عصر السلطات الديمقراطية في الصرب حتى يسلموا ميلوسيفيتش مأخذ الجد. واشنطن لن تكف حتى تفي بلجراد بوعدها بتسليم كل مجرمي الحرب ممن تطلبهم محكمة لاهاي». ويعتقد دبلوماسيون ايضا ان الاصلاحيين يرغبون ببساطة في عودة بلادهم الى المجتمع الدولي ويعلمون انهم لن يتمكنوا من محو الصورة البغيضة التي حملوها تحت حكم ميلوسيفيتش ما لم يسلموا مجرمي الحرب الى المحاكمة. وقضية ادانة الصرب بسبب حروب العشر سنوات الماضية في البلقان متشعبة وربما تاخذ وقتا طويلا لمعالجتها. واظهر احدث استطلاعات الراي انه يبدو ان بعض المواطنين الصرب لديهم بعض الشعور بوخز الضمير فيما يتعلق بدعم ميلوسيفيتش نفسه بعيدا وعدم تسليمه الى محكمة لاهاي. والان ينظر الى محكمة مجرمي الحرب في لاهاي على انها حقيقة واقعة لايمكن تجاهلها بعد سنين من اعتبارها مؤسسة تخضع لقيادة الولاياتالمتحدة ومناهضة للصرب خلال حكم ميلوسيفيتش. ورغم ان الصرب لا يستطيعون تقبلها لكن مسؤولي المحكمة يزورون ويعملون في بلجراد.