برزت ثلاثة اتجاهات مختلفة في مسألة تسليم سلوبودان ميلوشيفيتش الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي، فيما استأنف الرئيس اليوغوسلافي السابق وزوجته ميرا ماركوفيتش نشاطاتهما السياسية. طالب سياد سباخوفيتش، الوزير في وزارة العدل الصربية، بضرورة فتح ملف الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش ووجوب مثوله أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وأوضح في مقابلة نشرتها صحيفة "داناس" المستقلة امس، ان محكمة لاهاي "جهة دولية تسمو على الاعتبارات الوطنية، لذا لا يمكن تجاهلها تذرعاً بالمادة الدستورية التي تمنع تسليم المواطنين اليوغوسلاف الى محكمة اجنبية، خصوصاً ان اتفاق دايتون للسلام البوسني، الذي وقعه ميلوشيفتيش نفسه، يؤكد ضرورة التعاون معها". وأثار تصريح سباخوفيتش، جدلاً واسعاً، على رغم انه غير قادر على اصدار قرار في قضية ميلوشيفيتش، لأنها، أولاً، تتعلق بالشؤون الدولية الخاصة بالحكومة اليوغوسلافية، وثانياً، لأنه في طاقم حكومة جمهورية صربيا المحلية الموقتة التي ستنتهي مهماتها بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الصربية المبكرة التي ستجرى في 23 كانون الأول ديسمبر الجاري ويرأسها ميلومير مينيتش من الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش. ومعلوم ان وزارة العدل الصربية ووزارات الداخلية والاعلام والمال يتولاها ثلاثة وزراء ينبغي توفر شرط الاجماع بينهم لاتخاذ قرار ما، احدهم من الحزب الاشتراكي بزعامة ميلوشيفيتش والآخر من الحركة الديموقراطية الصربية بقيادة الرئيس كوستونيتسا وثالثهم هو سباخوفيتش من حزب "حركة التجديد الصربية" برئاسة فوك دراشكوفيتش الذي يتهمه ميلوشيفيتش بتدبير محاولات عدة لاغتياله،. ولقيت دعوة "حركة التجديد الصربية" الى تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي، معارضة شديدة من كوستونيتسا والاحزاب المؤيدة لميلوشيفيتش والراديكالية، لأن هذه المحكمة "مؤسسة سياسية ذات توجهات اميركية" ينبغي تجاهلها، وتقف بين الاتجاهين احزاب من الحركة الديموقراطية التي تقود التحولات اليوغوسلافية الراهنة يمثلها رئيس "حركة صربيا الديموقراطية" مومتشيلو بيريشيتش رئيس الأركان السابق للجيش اليوغوسلافي الذي يدعو الى محاكمة ميلوشيفيتش محلياً، وفي ضوء ذلك البت في مسألة تسليمه الى محكمة لاهاي. وتصاعد هذا الجدل في بلغراد، بعدما أعيد تنصيب ميلوشيفيتش زعيماً ل"الحزب الاشتراكي الصربي" وقراره الاستمرار في الحياة السياسية والسعي الى تولي السلطة مجدداً، كما ان زوجته ميرا ماركوفيتش رئيسة حزب اليسار اليوغوسلافي بدأت تشارك في جلسات برلمان الاتحاد اليوغوسلافي صربيا والجبل الأسود وعززت زعامتها في "معركة" الانتخابات الصربية المبكرة.