وتشير الاحصائيات الى ان الف بليون دولار امريكي مستثمرة في اسواق المال العالمية مملوكة من قبل مؤسسات ومواطنين خليجيين ولربما لا يدري من شاهد التصرفات الاسرائيلية الوحشية انه يؤيد ماليا بطريقة غير مباشرة اقتصاد الدول التي تسمح وتؤيد اسرائيل في قتل الابرياء المدنيين ولكن ابسط قرار يمكن ان يتخذه اي مستثمر هو اغلاق جميع حساباته بالدولار الامريكي وتحويلها اذا رغب الى (اليورو الاوروبي) او (الين الياباني) وهما عملتان منافستان للدولار الامريكي. الجدير بالذكر ان اليورو انخفض منذ بدء التعامل به قبل اقل من عامين بنسبة 40% ونعتقد انها فرصة مناسبة الآن لشرائه اذا يتوقع معظم خبراء المال العالميين عودة اليورو الى الارتفاع فيكون ذلك من مبدأ ضرب عصفورين بحجر فمن جهة فهو تأثير مباشر على الدولار الامريكي اما من الجهة الاخرى فهو امكانية جني ارباح عند ارتفاع سعر صرف اليورو اضافة الى ذلك يوجد استثمارات عربية وخاصة احتياطيات البنوك المركزية في سوق سندات الحكومة الامريكية Us Govemment Bonds التي تقدم الدعم المادي المباشر لاسرائيل ويمكن تحويل هذه الاستثمارات الى سندات دولية اخرى, وبالتالي فسيكون لمئات البلايين العربية تأثير حاد على السوق الامريكي والاسرائيلي خصوصا ولكن لنكن واقعيين فهذا امر يبدو صعبا نظرا لارتباط العملات الخليجية بالدولار الامريكي الى حد كبير لكن هذا لا يمنع من بيع جزء من هذه السندات اذ انه في نهاية الامر يعتبر حقا تقرير انتقاء الاستثمارات اقل ما يمكن فعله. من جهة اخرى ومن ناحية سوق الاسهم الامريكي فالسؤال الذي سيتبادر الى ذهن المستثمرين هو هل انهم سيفوتون على انفسهم فرصة ربحية مستقبلية في حال بيعهم للاسهم الامريكية على سبيل المثال؟ ونقول انه بالنظر الى الجدول اعلاه نجد ان سوق الاسهم الامريكي لم يكن افضل الاسواق ارتفاعا خلال السنوات العشر الماضية كما ان نسب ارتفاعه كانت مقاربة الى الاسواق الاوروبية الاخرى، ايضا فقد تعرض سوق الاسهم الامريكي للانخفاض منذ بداية عام 2000 فيما كان اداء اسواق الاسهم الاوروبية افضل منه ومع اضافة عامل اليورو فسيكون قرار بيع الاسهم الامريكية قرارا استثماريا افضل. ثالثا: استخدام صناديق التحويط هي استراتيجية ذكية نعلم جميعا ما يمكن ان تسببه صناديق التحويط Hedging Funds من ذبذبات في الاسواق المالية العالمية وقد شاهدنا في السنوات الماضية امثلة على ذلك مثل (جورج سوروس) ومضارباته على الجنيه الاسترليني وانهيار صندوق LTCM وكما ذكرنا سابقا فقد تعرض سوق الاسهم الاسرائيلي منذ بدء انتفاضة الاقصى في نهاية شهر سبتمبر الماضي وحتى الان لانخفاض حاد بلغت نسبته 2,18% فيما انخفض سعر صرف الشيكل الاسرائيلي بنسبة 8,2% خلال الفترة ذاتها مما يعني امكانية استغلال مثل هذه الظروف من قبل مضاربين عرب محترفين اذ يمكن التركيز على الشيكل الاسرائيلي والاسهم الاسرائيلية سواء المتداولة في تل ابيب او في نيويورك عن طريق سندات الايداع الامريكية ADR بحيث يمكن جني الارباح عن طريق استخدام البيع المكشوف Short Selling او عن طريق سوق خيارات البيع Put Options بحيث تؤدي هذه الاستراتيجية الى الربح في حال استمرار انخفاض اسواق المال الاسرائيلية وهو امر متوقع ويمكن تحويل ارباح هذه العمليات لمساعدة الفلسطينيين ماليا اي بعبارة اخرى لندع الاسرائيليين يتبرعوا ماليا للفلسطينيين على افعالهم غير الانسانية.