شهدت الساحة الاقتصادية الامريكية تعرض مجموعة من البنوك لأكبر عملية احتيال مالي في التاريخ. ومن البنوك التي وقعت ضحية عمليات الاحتيال بنك "اتش اس بي سي"، و"رويال بنك او سكوتلاند البريطانيان، وبنك سانتاندير الاسباني، وبنك "بي ان بي باريبا" الفرنسي. ومن بين الضحايا ايضا مؤسسة خيرية يمتلكها المخرج الامريكي ستيفن سبيلبرج. وذكرت المصادر ان هذه هي اكبر عملية احتيال في تاريخ الاسواق المالية، اذ انه لم يحدث من قبل احتيال بمبلغ 50 مليار دولار. وترجع ضخامة عمليات الاحتيال الى اتساع رقعة معاملات شركة برنارد مادوف، وامتدادها الى الكثير من المؤسسات العالمية. وعلى سبيل المثال فان بنك سانتاندير الاسباني لديه 2.3 مليار يورو من الاستثمارات لدى مادوف. اما بنك "اتش اس بي سي" فاستثمر نحو مليار دولار لديه. واعلن "رويال بنك اوف سكوتلاند" انه سيخسر 400 مليون جنيه استرليني اذا ضاعت كل استثماراته لدى مادوف. وتراجعت اسهم هذه البنوك في الاسواق العالمية بعد الاعلان عن خسائرها الضخمة نتيجة عمليات الاحتيال المتهم بها مادوف. وقال الادعاء الامريكي ان مادوف استغل صندوق الاستثمار الذي يديره، وخدمات الاستشارات المالية التي تقدمها شركته في تدبير عمليات الاحتيال. وكان يستخدم اموال المستثمرين الجدد لدفع ارباح المستثمرين القدامى. وقررت محكمة فيدرالية امريكية تعيين حارس قضائي على للاشراف على شركة مادوف، فيما تم الافراج عن مادوف نفسه بكفالة قدرها 10 ملايين دولار. وكان مادوف اسس شركة "برنارد مادوف للاستثمار في الاوراق المالية عام 1960، كما يدير صندوق تحوط Hedge Fund يخدم 25 عميلا لديهم استثمارات بقيمة 17.1 مليار دولار. وقال الادعاء الامريكي ان هذا الصندوق هو مجرد عملية احتيال، وانه عاجز عن الوفاء بالالتزامات المطلوبة منه منذ سنوات. اما مادوف فقال ان الموضوع كله "مجرد كذبة كبيرة"، وانه انتهى، ولا يملك شيئا على الاطلاق. واذا ادان القضاء الامريكي مادوف فسيواجه عقوبة السجن لمدة تصل الى 20 عاما، والغرامة خمسة ملايين دولار.