لقد كثر القيل والقال في الآونة الاخيرة حول التقاعد المبكر للمعلمات اللواتي امضين عشرين سنة فأكثر في حقل التعليم وكثر الجدل حتى ان وزارة الخدمة المدنية والرئاسة العامة لتعليم البنات اخذت بالتفكير بجدية حول التقاعد المبكر للمعلمة دونما اعتبار لاولئك المعلمات او اخذ آرائهن وهن صاحبات الشأن إذا ما علمنا بأن التقاعد المبكر امر اختياري وليس باجباري، فأصبح كل قارئ وقارئة يدلي بدلوه وكأنه لا يوجد في هذا المجتمع من العاملات في الحقل الوظيفي سوى المعلمة ونسوا أو تناسوا ان هناك موظفات اخريات يملأن الوظائف الادارية سواء في الرئاسة العامة لتعليم البنات أو خلافها من الدوائر الحكومية والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا المعلمات بالذات!! حتى ان احدى الذين ادلوا بدلوهم قد تجرأت بوصف المعلمات ممن تتلمذت على ايديهن بأفظع الصفات وأقسى العبارات في المقالة المنشورة في هذه الجريدة الغراء يوم الاثنين الموافق 12/7/1421ه تحت عنوان (أريحوا أولئك المعلمات بالتقاعد المبكر) وأجد نفسي هنا عاجزا عن كتابة تلك العبارات التي اوردتها في مقالها والتي تصف بها معلماتها وكيف ان الزمان قد ترك آثاره عليهن!! لذا أرجو وألتمس من كل مسؤول عن التعليم في رئاسة تعليم البنات او وزارة الخدمة المدنية او مجلس الشورى الا ينساقوا وراء العاطفة ويسعوا في اصدار قرار التقاعد المبكر للمعلمة وان يبقى ذلك بصفة اختيارية، لان هؤلاء المعلمات الفاضلات نحسبهن كذلك والله حسيبهن امضين هذه السنوات الطويلة في مجال التربية والتعليم والاجدر بنا ان نستفيد من خبراتهن بدلا من اجبارهن على التقاعد سواء في الاشراف او في الوظائف الادارية او تحوير مسمى وظائفهن من مسمى معلمة الى معلمة اولى كي يستفيد منها اولئك الخريجات اللواتي تسعى الوزارة الى توظيفهن هذا إذا ما أرادت الرئاسة تكريمهن على تلك الخدمة الطويلة في مجال التربية والتعليم لمن أرادت البقاء ونتمثل في ذلك قول المولى عز وجل في كتابه: (هل جزاء الاحسان إلا الإحسان)، وليس من الاحسان ان نجبرهن على التقاعد إلا إذا كان القرار يشمل جميع الوظائف النسوية دونما تحديد لجهة بعينها, هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه. عبدالله بن غالب آل عبدالله