السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحرص على مطالعة ما يرد من موضوعات ومقترحات جديدة في هذه الجريدة الغراء، ولا شك ان هناك ثلة من الكتاب المميزين وأرباب القلم البارزين تحتضنهم هذه الجريدة العزيزة، وليس هذا من باب المدح المزيف بل هو في مكانه ولا مجال للمجاملة هنا, وعندما اخترن موضوع التقاعد المبكر للمعلم لا أعتقد أنني أطرق موضوعاً جديداً وسبقاً صحفياً، بل أن هناك العديد من الكتاب والقراء الذين أشاروا إليه وان كانت اشاراتهم إليه بشكل مختصر أو تحت موضوع مشابه ولعلي هنا أدلي دلوي لاغترف ما يجود به يراعي حول موضوع التقاعد المبكر للمعلم على غرار ما يطرح بشكل مستمر عن التقاعد المبكر للمعلمة وحسب ما علمت ان هناك توجه من رئاسة تعليم البنات بايعاز من وزارة الخدمة المدنية لاقرار هذا قريباً لفك الاختناق ان جاز التعبير الحاصل على جهاز تعليم البنات وما طالعناه مؤخراً في هذه الجريدة من طلب وزارة الخدمة المدنية لرئاسة تعليم البنات باعداد احصائية للمعلمات ممن أمضين خمس عشر عاماً في التعليم هذا لا شك انه توجه يثلج الصدر لنصف المجتمع الناعم وبالتالي انعكاس على المجتمع بأسره, أعود لموضوع التقاعد المبكر للمعلم والذي ينبغي التفكير فيه جلياً من قبل وزارة المعارف خاصة، لأسباب سأذكرها لاحقاً وقبل التطرق لها أقول انه مما تجدر الاشارة إليه ان وزارة المعارف تبذل جهوداً جبارة وملموسة في الواقع للنهوض بالمعلم والعملية التعليمية في بلادنا والتي قطعت أشواطاً مثيرة وحماسية شهد لنا بها الآخرون وكم كنت أتمنى لو أنني واحد من أولئك المعلمين الذين ألقيت على عاتقهم رسالة التربية والتعليم وبناء المجتمع لألمس عن قرب ما توليه حكومتنا الرشيدة لهذه الفئة من الناس ومن الأسباب الرئيسية التي أراها حول هذا الموضوع ما يلي: 1 زيادة عدد المقبولين بكليات المعلمين لان التقاعد المبكر يسبب نقصاً في المستقبل وبالتالي تدعو الحاجة لفتح الأبواب لمزيد من الطلاب للالتحاق بكليات المعلمين بدلاً من التناقص الحاد الآن في اعداد المقبولين واذا استمر الوضع، كما هو عليه فلا نستبعد خلال السنوات القليلة القادمة اغلاق المزيد من الأقسام وحصر عدد الطلاب المقبولين أو اغلاق بعض الكليات وهذا الأمر لا نستبعده ويلزم التسليم به مستقبلاً. 2 تخفيف الضغط الحاصل على الجامعات حيث توفر كليات المعلمين فرصاً عديدة لطلاب المرحلة الثانوية وهذا من شأنه غلق التخصصات التي لا تخدم سوق العمل في الجامعات بحيث يقل الإقبال عليها. 3 اعطاء المعلم فرصة أكبر لتدريس المادة التي تخصص بها بدلا مما هو حاصل الآن من الشمولية في التدريس لأكثر من مادة للمعلم الواحد، وهذا من شأنه بث روح الحماس في المعلمين الشباب وبالتالي الابداع كل فيما تخصص فيه. 4 سرعة دخول المعلم للمدينة والاقتراب من أهله ولاشك أن لبعض المعلمين أسراً بحاجة إليه ولا معيل لهم سواه إذا ما علمنا تعيين المعلمين في قرى ومناطق نائية ولا طرق معبدة ولا خدمات أساسية في تلك القرى مما تجعلهم في وضع نفسي أقل بكثير ممن هم داخل المدن وفي معظم المناطق يمضي المعلم قرابة الخمسة عشر عاماً وهو يتجول حول المدينة أو بين تلك القرى النائية فلو حصل تقاعد مبكر للمعلمين الذين أمضوا سنوات لتسنى لهؤلاء المتجولين ولوج المدينة سريعاً ومغادرتها بعد فترة ليلجها من بعدهم آخرون. 5 المعلمون الذين أمضوا سنوات طويلة تتجاوز العشرين سنة يمكن وضعهم كمشرفين تربويين أو ترقيتهم للمرحلة الثانوية بدلاً من المتعاقدين. وعموماً أعتقد أن الكثير من المعلمين يؤيدون هذه الفكرة بلا شك وأتمنى أن أكون قد نقلت بعضاً من هموم معلم اليوم للمسؤولين في وزارة المعارف وعلى رأسهم وزيرها النشط الأستاذ الدكتور محمد الرشيد وفقه الله. طريف الشمري الكلية التقنية بحائل