قبل البداية,, ثم قبل ان نسرد الحكاية أجزم والله انها خيانة,, خيانة,, خيانة. انها حكاية الدرة,, محمد,, الطفل. كانت الاماني والاحلام ترسم له اشياء كثيرة,, فلذة كبد والديه,, هو المستقبل الذي يعولون عليه. محمد جمال الدرة,, لقد تجاوز عدد الطلقات في جسده سنين عمره بكثير,. أليست خيانة!! كان يحلم بالسيارة التي وعده والده بشرائها ووعدهم ايضاً بنزهة هو واخوانه الذين ينتظرونهم على باب المنزل لحين رجوعه بصحبة والدهم. ذهب وهو يفكر ماذا سيقول لاخوته وعن السيارة ومواصفاتها, يسر بجانب ابيه ويسأله سؤال الطفل البريء لوالده,, متى نحضر السيارة ,, وكيف ستكون الرحلة. وكيف سيكون الترتيب داخل السيارة من سيكون في المقعد الامامي ومن سيكون في الخلفي وغيرها وغيرها من الاسئلة التي لا يشغل تفكيره غيرها. لم يفكر في اليهود,, ولم يفكر في الرصاص والجنود,, انها البراءة في كلامه وفي حركاته وهو يحرك الحجر برجليه كلهو الاطفال غالباً وكل امانيه الحياة,. أليست خيانة؟؟ ارتعبت يامحمد من صوت الاسلحة النارية في بداية معركة كنت المنتصر رغم الفوارق السنية والعددية والامكانيات,, لقد داهموك وفاجؤوك غدراً,, انت ووالدك,, جند اليهود الغادر بلا رحمة. اليست خيانة؟؟ لم يتركوا لكم المجال لالتقاط الحجارة,, انها الجسارة. اطلقوا عليكم النار,, كان هم والدك الوحيد هو حمايتك ,, من اعتدائهم. يامحمد,, كنت انظر الى والدك وهو يضعك في احضانه,, ويضع نفسه حاجزا بشريا بينك وبين رصاصاتهم,, كان يرفع يده للسلام,. ولكنهم هم الخونة يريدون قتل المستقبل كنت تبكي بكاء الطفولة من هول الحادثة, , لكني كنت احس بداخلك الشجاعة,, وانت تقول لوالدك لا تخف اني قادر على التحمل,, عندما اصابتك احدى رصاصاتهم,, كنت البطل,, ولكنها الخيانة ,. أليست خيانة؟؟ وبعدها يامحمد فارقت الحياة وودعتنا لقد مت يامحمد فبكيت وبكيت وبكينا وبكينا.