حملت الجولة الأولى من تصفيات دوري أبطال آسيا خيبة أمل كبيرة لنا بصفتنا متابعين سعوديين بإخفاق ممثلينا (الدائمين) في تحقيق نتيجة إيجابية تعيد التفاؤل لنا بعد أن مُلئنا حنقًا وريبة وتشاؤمًا ؛ بإخفاقات متتالية لمنتخبات الوطن، وهذه النتائج المتوقعة للعالمين ببواطن الأمور وخوافيها، والقارئين لنهج الرياضة السعودية الأعوج على مدار سنين طويلة، والمستنتجين لمخرجات عمل لجان الاتحاد السعودي قبل أن تلوح واضحة في أفق الفشل ؛ يدرك أن المقدمات السيئة هذه نتائجها، وقضت السنن الكونية أن العمل الرديء يقابله نتيجة رديئة. نعم هناك فرصة للتعويض، وفرصة لأن تتدارك أندية الاتحاد والأهلي والشباب وضعها، بل من الممكن أن تعتلي صدارة مجموعتها، إلا أن كل ذلك لا يلغي المشكلة الحقيقية التي تواجهها الرياضة السعودية وهي عشوائية التخطيط، وعدم السير بمنهجية واضحة، وعدم القناعة بأن السياسة التي يتبعها الاتحاد السعودي لم تعد تجدي، ولم تعد مناسبة لعصر (صناعة) الرياضة ! الهلال.. استثناء بلا شك أن حزننا على نتائج الفرق السعودية المخيبة للآمال قد أثر سلبًا في الابتهاج بفوز زعيم آسيا على زعيم أندية قطر فريق السد الشقيق، ولا شك أن لهذا الانتصار مردودا إيجابيا على الفريق الهلالي لعدة عوامل من أهمها البداية القوية التي لم يعتدها الهلال بدوري أبطال آسيا والتي من الممكن أن تدفع الهلال لمزيد من الانتصارات لا ستعادة عرشه السليب، إضافة إلى أن هذا الانتصار قد تحقق على فريق قوي جدا، ويدربه مدرب على مستوى عال من الكفاءة لتميزه بالتكتيك الدفاعي المنظم إضافة إلى معرفته أسرار وخبايا الفريق الهلالي جيدا، وتحقيق نتيجة كبيرة على فريق هذا حال مدربه يعني شهادة نجاح للطريقة الهلالية الهجومية التي ينهجها (جريتس) والذي ادعى جماعة ممن أغاظهم عودة الفريق الهلالي إلى طريقته التي جُبل عليها أنها لن تجدي مع الفرق الآسيوية القوية، لأن الفريق الهلالي وكما يزعمون واجه فرقًا سعودية متهالكة، ولن يجدي مثل هذه التسهيلات في دوري أبطال آسيا، وكل هذا بهدف التشكيك بفوز الهلال ببطولة الدوري وحسمه له قبل نهايته ولأول مرة بثلاث جولات، وهنا نُذكِّر أن ما تحقق للفريق الهلالي ماهو إلا نتيجة طبيعية لتآزر عوامل النجاح في هذا الفريق العملاق، حتى إن البعض يرى أن الطريقة الهلالية لو استنسخها الاتحاد السعودي لكان من الممكن إعادة صياغة الكرة السعودية من جديد وإعادتها إلى الواجهة الآسيوية بعد أن تركتها صاغرة للمنتخبات التي تحترم العمل حتى ولو كانت إمكاناتها لاتوازي الإمكانات الهائلة لدينا ! متى يُعدّ منتخبنا الوطني؟ مالا أفهمه هو بقاء السيد (بوسيرو) مدربًا لمنتخبنا الوطني وهو الذي لم يرتق لطموحات المنتخب السعودي. وكلنا نعلم أنه لن يبقى في منصبه، فماذا ينتظر اتحادنا الموقر؟ هل ينتظرون كعادتهم بدء بطولة مهمة، لإلغاء عقده؟ أتابع بحسرة استعدادات المنتخبات الشقيقة، وعقدها للقاءات قوية مع منتخبات كألمانيا وإنجلترا وكرواتيا وفرنسا، ونحن لعبنا مرة في يوم الفيفا وتعطل الدوري أسبوعين، لنلعب مع (بلا روسيا) !! يجب على لجنة المنتخبات إن أرادت أن تعيد المنتخب الوطني لهويته السابقة أن تبدأ من الآن في إعداد المنتخب، والتركيز على المواهب الشابة، ولا بد من مدرب يتابعها في الميدان ويختارها بنفسه، لأن المشكلة الأزلية تكمن في أن أي مدرب يأتي لتدريب منتخبنا الوطني يجد الأسماء جاهزة أمامه، ولا يختارها بنفسه، فبالتالي قد لاتخدم هذه الأسماء طريقته أو قد لا تتواءم مع منهجه التدريبي، فيقع اللوم على المدرب فقط، فندور في حلقة مفرغة، نختار اللاعبين للمدرب فيخفق ثم نلومه فنلغي عقده، ونطلع منها مثل (الشعرة من العجين) رغم وضوح هذه الشعرة النشاز للجميع لكن في أفواهنا ماء !!! بأيدينا نهدم ما نبنيه الغريب في الأندية السعودية أنها تدفع الملايين لجلب لاعبين محترفين، ثم (تستخسر) الاهتمام بصيانة ملاعبها التي سببت الكثير من المتاعب والإصابات للاعبين، وحتى غرف العلاج لاتجد فيها الأجهزة التي تساعد طبيب النادي في السير بالعملية العلاجية والتأهيلية للاعب المصاب، وقد يكون الكادر الطبي أيضًا غير مؤهل، فتجد أنه يشخص إصابة بعض اللاعبين بشكل خاطئ نتيجة قلة خبرته أو عدم كفاءته، فيطول مكث اللاعب المصاب في غرفة العلاج، ثم غيابه عن الملاعب فيخسر النادي جرّاء هذا القصور مبالغ طائلة، وعند التفتيش عن أهم أسباب ذلك، نجد أن العمل في الأندية عمل فردي وليس مؤسساتيا، فكل رئيس ناد يخدم فترته فقط ولا يهمه من يأتي بعده، بل إن بعضهم يود لو يفشل الرئيس الذي يخلفه، ليذكر بالخير بين الجماهير، ولا شك أن تجهيز غرف العلاج وصيانة الملاعب سيستمر نفعها للرؤساء بعده، وفي الوقت نفسه ليس إنجازًا ملحوظًا ليتم مدحه إعلاميًا !! بقايا حتى احتجاج السد القطري على مشاركة ماجد المرشدي، ماهي إلا محاولة لمداراة النتيجة المخزية لهذا الفريق أمام العملاق الهلالي، وإشغال الإعلام عن الخسارة القاسية، بدلا من التركيز على تحليل المباراة ! تطورت الفرق الآسيوية، وهي الفرق التي كنا نراها محطة لفرقنا السعودية، فهل نستفيد من نجاحهم في العمل والتطوير رغم أنهم لايملكون الخامات الجيدة للاعبين كما نملكها نحن، ولا يجدون ما نجده من إمكانات مادية ضخمة ! أحد المواقع المشبوهة الذي كان له قصب السبق في جرالرياضة السعودية إلى الوحل ونشر الإشاعات والأباطيل، ترك مباراة الهلال ممثل الوطن مع فريق السد وركّز على هدف ياسر الأول، وادعى أنه نتيجة تسلل واضح ! يكذبون الكذبة، ثم يصدرونها وبعد سنوات يتم الاستشهاد بأكاذيبهم على أنها حقيقة ثابتة لامجال للنقاش فيها، ومن الكذبات التي يتوقع أن تُتداول بعد سنوات، هي هدف الهلال الأول على الأهلي في نهائي كأس ولي العهد، وهدف الهلال الأول على السد القطري، فقد أطلقوا الكذبة، وهاهم الآن يصدرونها، وستنطلي على جماهيرهم التي أجّرت عقولها لبياناتهم وترهاتهم، وسيجترونها بعد سنوات مستشهدين بها على أن الهلال استفاد من التحكيم ! مساعد حكم مباراة النصر مع الحزم يبدو أنه يرى القذاة ولا يرى جذع النخلة، ومن يريد التأكد فليقارن بين ضربة الجزاء المشكوك فيها التي احتسبها للنصر، وأغفل أخرى صريحة للحزم ! (أو يمكن إنه مسولف مع ريان بلال قبل المباراة) ! يقول خبير الاستثمار لوكا جيو في نادي روما في تصريح حصري لصحيفة الجماهير: أن الاستثمار لديكم أعادني إلى الخمسينيات الميلادية !! والحمد لله أن خبير المسابقات لديهم لم يأت إلينا وإلا فإن الأنظمة لدينا قد تذكره بأيام الدولة العثمانية !! بين حين وآخر أتجول في منتديات الأندية؛ لأتعرف أكثر على تفكير الشباب السعودي، وفي كل مرة أجد أن الفكر الهلالي متميز جدًا، وأطروحاتهم هادئة متزنة بعيدة عن التعصب، ومن يحاول الخروج عن النص يجد الأعضاء قبل الإدارة بالمرصاد، فتستحق هذه المنتديات الهلالية أن تكون دوحة للفكر ومنارًا لنبذ التعصب ؛ باهتمامها بفريقها دون الإساءة لغيره كبعض المنتديات ولعل لي وقفة في مقالات قادمة عن أسباب تميز المشجع الهلالي عن غيره إن شاء الله تعالى.. آخر حتى: