حمَّل اللاعب الدولي السابق فيصل أبو ثنين الاتحاد السعودي لكرة القدم كل ما يحدث للمنتخب السعودي الأول قبل مشاركته في نهائيات كأس أمم آسيا، التي ستنطلق منافستها في ال 9 من يناير المقبل في أستراليا، وقال من خلال حديثه ل «الشرق»: رئيس اتحاد القدم أحمد عيد وأعضاء الاتحاد هم مَنْ يتحملون ما وصل إليه المنتخب السعودي بعد أن بات «يتسول» المدربين في إشارة إلى تعاقد اتحاد القدم مع المدرب الروماني أولاريو كوزمين لتدريب الأخضر بنظام الإعارة لمدة خمسين يوماً من أهلي دبي، وتابع: عودة هيبة المنتخب السعودي يجب أن تكون خارج الميدان قبل أن تكون داخله، لأن ما نشاهده الآن لا يليق بتاريخ هذا المنتخب ولا بسمعته ولا بالنجوم الذين عاصروه، وعرج اللاعب الدولي السابق في حديثه عن الانتقادات الواسعة التي تعرض لها رئيس مجلس إدارة نادي الهلال بعد فقدان الفريق لقب بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وقال: وسطنا الرياضي عاطفي، وتجده مع تحقيق الإنجاز يصفك بأفضل شخص وينسب لك كل شيء جميل، وإذا أخفقت تطالك الشتائم وكل ما هو سيئ، وما يحدث في رياضتنا أمر محزن وطارد لكثير من الكفاءات التي تبتعد لهذه الأسباب، وأضاف: سمعت الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول إن الوسط الرياضي وسط جاحد وهو أمر واقعي يقابل مَنْ يضحي بماله وجهده ليجد السباب أمامه، ووسطنا الرياضي إما أن تنجح وإلا فأنت فاشل وعليك الابتعاد، وهذا غير منطقي ونتمنى إعادة هذه التصنيفات حتى لا نخسر رجالاً قائمين في الوسط الرياضي أو نطرد من سيأتي. إليكم الحوار التالي: - مع الأسف حال المنتخب السعودي محبط ومحزن جداً، وكنت أتمنى أن يعيد الأخضر نتائجه الإيجابية وهيبة الكرة السعودية في هذه البطولة، ولكننا وجدنا أن المنتخب السعودي مع الأسف الشديد يتسول المدربين ويطلب من هذا وذاك، وهو بلا شك أمر محزن لأننا لم نجد مَنْ يتولى مهمة تدريب منتخبنا أو مَنْ لديه طموح لتدريبه، وأعتقد أن اتحاد القدم هو مَنْ يتحمل كل ما يحدث، لأنه أصبح يقدم المنتخب لمدربين لا أعرف من أين يأتي بهم، ولذلك أرى أن عودة هيبة المنتخب السعودي يجب أن تكون خارج الميدان قبل أن تكون داخله، لأن ما نشاهده الآن لا يليق بتاريخ هذا المنتخب ولا بسمعته ولا بالنجوم الذين عاصروه، وعودة كوزمين لتدريب المنتخب في آسيا أعتقد أنها من الأمور السلبية جداً لأن المنتخب ولو افترضنا أنه حقق نتائج إيجابية مع كوزمين في أستراليا، فماذا سيصنع المنتخب بعدها هل سيجدد عقده وهو قادم من إعارة أم إنه سيعود من حيث أتى ويتم إفساد ما تحقق، ولذلك نجد أنه من الأمور المعيبة أن تحضر مدرباً للمنتخب السعودي وأرى أنها أكبر كارثة مرت على الكرة السعودية أن تحضر مدرباً معاراً لقيادة المنتخب من أحد الأندية الخليجية، ومَنْ يتحمل المسؤولية لكل ما حدث هو أحمد عيد وأعضاء اتحاد القدم الذين أوصلوا الكرة السعودية لهذا الحال المتردي وأتمنى قبل رحيل المدربين أن يرحل هذا الاتحاد، الذي أوجد بيئة سيئة جداً للكرة السعودية ونتاجها ما نراه في المنتخب السعودي. - هم في الواقع مغيبون وليسوا غائبين عن الساحة، كما أنه ليس بالضرورة أن يوجد أي لاعب قديم في الساحة؛ لأن المسألة علم قبل الشهرة، ويجب عليه أن يكون صاحب تعليم عالٍ ومثقف، وأن يعطي رأيه بناءً على خبرة وعلم مكتسب، وفي الوقت نفسه هم كثر، ولكنهم مغيبيون بسبب أن مَنْ يتصدر المشهد الرياضي أغلبهم بعيدون عن الوسط الرياضي وأتوا بحثاً عن الشهرة. - نحن نطبق الاحتراف في أسوأ صوره، ونقيِّم اللاعبين السعوديين بقيمة مبالغ فيها جداً للغاية مقارنة بما يقدمونه من مستويات ونتائج، وكيف نوقّع عقداً مع اللاعب بأربعين أو خمسين مليون ريال ويقدم للفيفا مائة وسبعة، فأين الرابط بين الأمرين، وأعتقد أنه يجب إعادة النظر في الاحتراف بالكرة السعودية على أن نبدأ بالفئات السنية الصغيرة، وأن يكون ما يتقاضاه اللاعب يتناسب مع ما يقدمه من نتائج إيجابية ويرتفع دخل اللاعب معها، وكلما كانت النتائج سلبية وعكسية وتضر بالكرة السعودية يتم خفض دخل اللاعب نظراً لتراجع مستواه، ويجب أن تكون هناك نسبة وتناسب وأن تتم الاستعانة بعناصر احترافية لأنه من غير الممكن أن يدار الاحتراف من قبل عناصر هواة ومتطوعين وهذه من الأسباب، التي قصمت ظهر البعير في الكرة السعودية، بأن مَنْ يدير احترافها هم في الواقع هواة، والنتيجة كل هذه السنوات التي طبقنا فيها الاحتراف تعتبر ضائعة ونتاجها أننا أصبحنا نتسول مدربين للمنتخب بالإضافة إلى ابتعادنا عن المنافسة، وعلى سبيل المثال منتخب قطر للشباب الذي حقق كأس آسيا الأخيرة هو منتخب شباب لا تجد بينهم لاعباً يلعب في دوري قطر، بل جميعهم يلعبون في الأندية الأوروبية، لذلك قطر قادمة بقوة ليس للسيطرة على الكرة الآسيوية فقط، بل هي تخطط أن تنافس على كأس العالم 2020م. - ما يحدث للهلال نتيجة طبيعية، فالهلال في كل موسم يمنح كامل تركيزه على دوري أبطال آسيا حتى وصل لنهائي البطولة، والجميع شاهد أحداث هذا النهائي الذي فقد فيه الفريق فرصة التتويج باللقب، وأعتقد أنه عندما تخسر نهائياً بحجم هذه البطولة بكل تأكيد ستكون له تبعات على مستوى اللاعبين والإدارة والجماهير، ويفترض أن يعود الهلال بعد الإخفاق للتركيز على المنافسات المحلية، ولكن الفريق مع الأسف لم يحقق نتائج جيدة جداً وخسر نقاطاً، مع العلم بأن هناك مجموعة عناصر في الفريق أنا متأكد أن مدرب الفريق غير مقتنع بهم، كل هذا وبتفاصيله أعتقد أنها موجات أثرت على الفريق وأبعدته عن النتائج الجيدة، مع العلم أن المستوى الفني واللياقي في الفريق بدأ يتحسن عن السابق إلى جانب أن بعض اللاعبين الأجانب مثل نيفيز كأنه يبحث عن الرحيل وأرى أن الوحيد الذي ترك بصمة على الفريق هو تيقاو، وأعتقد في الفترة الشتوية ستكون هناك خيارات كثيرة أفضل للمدرب وحينها لن يكون للمدرب أي عذر في تردي نتائج الفريق، بالإضافة إلى أن فترة التوقف ستكون مفيدة له ونتمنى أن يعود الهلال وأمامه بطولات مهمة، وهي بطولة الدوري وكأس ولي العهد، وكأس الملك، وهو قادر على إعادة البسمة للجماهير الهلالية. - في الواقع أنا ضد أن نعمل على بطولة بحد ذاتها وهو عمل مستحيل في كرة القدم، بل يجب أن تهيئ الفريق بكل ما يحتاج إليه وتحاول إبعاد الضغوط عنهم لأن البطولة تأتي بتهيئة نفسية قبل أن تأتي بتهيئة فنية، ومباراة الإياب في الرياض بالبطولة الآسيوية كان لاعبو الفريق عليهم ضغوطات كبيرة جداً لدرجة أن مستواهم لم يبرز بسبب الضغوط، ومع الأسف أن الهلال هو مَنْ يشحن نفسه بنفسه وهو مَنْ يضيع البطولات على نفسه، ويجب ألا تكون هناك ضغوطات على الفريق بحتمية تحقيق البطولة الآسيوية، بل يجب أن يتم التعامل معها كأي بطولة بعيداً عن الضغوطات حتى يتمكن الفريق من تحقيقها. - وسطنا الرياضي عاطفي، وتجده مع تحقيق الإنجاز تكون أفضل شخص وينسب لك كل شيء جميل، وإذا أخفقت تطالك الشتائم وكل ما هو سيئ، وما يحدث في رياضتنا أمر محزن وطارد لكثير من الكفاءات التي تبتعد لهذه الأسباب، وأنا سمعت الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول إن الوسط الرياضي وسط جاحد وهو أمر واقعي يقابل مَنْ يضحي بماله وجهده ليجد السباب أمامه، ووسطنا الرياضي إما أن تنجح وإلا فأنت فاشل وعليك الابتعاد، وهذا غير منطقي ونتمنى إعادة هذه التصنيفات حتى لا نخسر رجالاً قائمين في الوسط الرياضي أو نطرد مَنْ سيأتي، وأنا شخصياً أتمنى استمرار الأمير عبدالرحمن بن مساعد، إذا ما غير الطريقة التي يدار بها العمل في الهلال، فكثير من الصفقات لم تكن ناجحة وأنا أراه شخصية يعشق النجاح وهو قادر عليه، ولكن مع تغيير طريقة العمل لمَنْ هم حوله، فهو قدم للنادي الكثير، ونتمنى أن يختتم مسيرته بنجاح يستحقه، وأتمنى من الهلاليين أن يسهموا معه، وبصراحة أحزننا أيضاً ما تعرض له الأمير بندر بن محمد من تشكيك، وإذا طال التشكيك شخصيات مثل بندر بن محمد فعلى رياضتنا السلام. - الدوري لا يزال متاحاً أمام عدة فرق وليس لفريقين أو ثلاثة وأعتقد بعد عودة اللاعبين من البطولة الآسيوية، ونحن لا نعرف تبعات ما سيحدث وإذا كانت النتائج سلبية ستكون لها تبعاتها على اللاعبين، ولهذا ربما تكون النتيجة سلباً وربما تكون إيجابية ، أضف لذلك أن الأندية ستغير لاعبيها الأجانب، كما ستكون هناك مشاركة آسيوية وهذا سيؤثر على بعض الفرق التي ستخوض البطولة الآسيوية أمام فرق إيرانية أو خليجية وأوزبكية وهي فرق قوية، ومع المنافسات المحلية والفرق التي ليس لديها احتياط قوي فسوف يكون التأثير عليها كبيراً جداً، وعلى العموم ستكون هناك متغيرات كثيرة في الدور الثاني وسيتقلص الفارق في النقاط وستكون لدينا فرق قوية وأخرى ضعيفة، وهذا ما تعودناه من الفرق السعودية أن يرتفع مستواها وينخفض.