في انجاز غير مسبوق في قارة آسيا أكبر قارات العالم، استطاع فريق الهلال السعودي ان يضيف الى لقبيه القاريين اللقب الثالث عندما حقق بطولة السوبر الآسيوية ليكون بذلك أول فريق آسيوي وعربي يحقق هذا اللقب بعد ان تخطى عقبة فريق بوهانغ أتومز الكوري في مباراتين الأولى بالرياض وانتهت بتقدم الهلال بهدف من دون مقابل، والثانية في سيول حيث انتزع الهلاليون التعادل الايجابي 1/1 ليعودوا بالكأس الى الرياض العاصمة السعودية، وهذه هي المرة الأولى التي تنتقل فيها الكأس من شرق القارة الى غربها بعد سيطرة دامت ثلاث سنوات لفرق شرق آسيا. تأهل الهلال للعب مباراة السوبر بعد ان فاز ببطولة كأس الكؤوس الآسيوية التي استضافها في أواخر العام 1996 وفاز في ختامها على فريق غرامبوس ايت الياباني بنتيجة 3/1، اما فريق بوهانغ أتومز فتأهل بصفته بطل أبطال الدوري الآسيوي بعد ان هزم جاره ايلهوأتشوفا الكوري بنتيجة 2/1. مباراة الذهاب أقيمت في الرياض واستضافها ستاد الملك فهد يوم الخميس 12 حزيران يونيو وسبقتها تصريحات نارية من قبل بارك سونغ مدير الفريق الذي هدد الفريق الهلالي، وأوضح "ان هدفنا هو الحاق الهزيمة بالهلال في عقر داره". وقال: "ان الكأس تمثل للفريق أهمية قصوى، فكأس السوبر التي حلمنا بها طويلاً ستعزز مكانتنا بين الأندية". وعلى الطرف الآخر كان اوسكار المدرب الهلالي يحاول علاج فريقه نفسياً بعد خروجه خالي الوفاض من البطولات المحلية خصوصاً ان المباراة تأتي بعد أسبوع واحد فقط من انتكاسة الفريق في نهاية الدوري السعودي، لكن اوسكار لم يخف ان فريقه قادر على انتزاع الفوز إذا توافر له الاصرار والعزيمة. النقص الكبير وشهدت الصفوف الهلالية قبل مباراة الذهاب نقصاً عددياً كبيراً فليتانا يلعب مع منتخب بلاده زامبيا وعبدالله الشريدة لم يتماثل للشفاء من اصابته الخطيرة، كما ان البصير كان غائباً ولم تتأكد مشاركته إلا قبل المباراة بساعات. كل هذا كان يسبب صداعاً شديداً للمدرب اوسكار لكنه كان يعزي نفسه والهلاليين بقوله "ان الفريق الهلالي يمتلك عدداً من النجوم وباستطاعتهم سد النقص الكبير". وبالفعل عمد اوسكار الى ارجاع خميس العويران لاعب الوسط الى منطقة الدفاع وسجل نجاحاً ملحوظاً جعل اوسكار يشيد بقدرات هذا اللاعب. اما الفريق الكوري فغاب عنه مهاجمه اليوغسلافي ميلوفيتش لاصابته، وحاول مدرب الفريق المناورة على الهلاليين عندما ادعى ان فريقه يعاني من نقص رهيب في صفوفه، اما مسؤولو الهلال فطالبوا جماهيرهم بالحضور ونسيان مباراة الاتحاد الأخيرة، لكن الحضور الجماهيري لم يكن يتوازى وشعبية الهلال. ودعم الهلاليون صفوف فريقهم بمهاجم اكوادوري من أصل برازيلي سوزا، واستطاع هذا اللاعب ان ينال اعجاب الهلاليين منذ المباراة الأولى وهي سابقة لم يألفها الهلاليون. سيطرة هلالية وعندما أعلن الحكم الدولي الاماراتي علي بوجسيم حكم مباراة الذهاب صافرة البداية، دانت الكرة للهلاليين وطوعوها حسب ارادتهم وتناوبوا على اضاعة الفرص السهلة واكتفوا بهدف واحد فقط سجله سامي الجابر، ولم تكن النتيجة عادلة ابداً، مما حدا بالأمير بندر بن محمد الى القول ان النتيجة الطبيعية هي فوز فريقه بخمسة أهداف من دون مقابل. وعزا مدرب الفريق الكوري سونغ واه سبب الهزيمة الى عامل الطقس الحار جداً، لكنه قال: "درست الهلاليين جيداً، وسوف تكون عودة نجومنا هي طريقنا الى الفوز في سيول". ونسج لاعبو فريق بوهانغ على منوال مدربهم عندما أوضحوا ان الموعد النهائي سيكون في كوريا، وكان أبرزهم حارس الفريق اليوغوسلافي سكوربا داراغان عندما نسب الفوز الهلالي الى الحظ فقط. ولم يقف اوسكار موقف المتفرج ازاء هذه التصريحات فقال ان الفريق الكوري فاجأه عندما ظهر بمستوى هزيل، وأنحى باللائمة على مهاجمي فريقه الذين اضاعوا فرصاً سهلة أمام مرمى داراغان. ومن خلال نتيجة مباراة الذهاب قطع الهلال 50 في المئة من مشواره بفارق هدف واحد فقط، لكن هذه النتيجة لم تكن مطمئنة بتاتاً، إذ ان فارق الهدف الواحد لا يوفر الأمان للفريق الهلالي. وقبل مباراة سيول اكتملت صفوف الفريق الهلالي وعاد ليتانا وتأكدت مشاركة البصير وسوزا كان جاهزاً، لكن الشيء الذي حدث للهلاليين ولم يكن في حسبانهم هو تلقيهم رسالة بالفاكس من الاتحاد المغربي تنص على عدم مشاركة البصير في المباراة على الرغم من تواجده مع الفريق في سيول، ونزل هذا الخبر نزول الصاعقة على الهلاليين، إذ غاب عن الفريق مهاجمه الآخر عبدالله الجمعان الذي تخلف في الرياض لاداء امتحانات الثانوية العامة، اضافة الى ان المهاجم فهد الغشيان أصيب بشد عضلي في آخر التمارين الأمر الذي جعله بعيداً عن التشكيلة الهلالية، ثم ان الثنيان يلعب تحت تأثير المسكنات لاصابته في كسر في أصبع قدمه. وشهدت أيام الأسبوع الذي سبق المباراة استعداداً هلالياً مكثفاً، وألمح أوسكار المدرب الهلالي الى ان فريقه سيحصل على الكأس، مؤكداً ان الهدف الذي سجله الفريق في مباراة الرياض سوف يكون عاملاً مهماً لفريقه، وشهدت بعثة الهلال في سيول بعض المضايقات وذلك عندما تم انزالهم في فندق متواضع كما جاء على لسان رئيس بعثة الهلال السيد صالح الصقري الذي اكد ان مسؤولي الفندق كانوا يطفئون أجهزة التكييف الساعة الثالثة ظهراً وقت راحة اللاعبين. إلا ان هذه المعوقات لم تؤثر على مسيرة الهلال وخاض المباراة وسط ملعب صغير قال عنه اوسكار ان هذا في مصلحة فريقه. سامي الجابر المنقذ وحاول الكوريون منذ بداية المباراة التسجيل ونجحوا في ذلك لكنهم لم يكونوا ذلك الفريق المخيف، ولم تجد محاولات المدرب سونغ واه نفعاً عندما زجّ بلاعبيه الأجانب، إذ تعامل الهلاليون مع المباراة كما ينبغي واستطاع سامي الجابر ان يعدل نتيجة المباراة وذلك عندما سجل هدفاً رائعاً أطاح الحارس الثرثار دراجان ثلاث مرات قبل ان تعانق كرة الجابر الذهبية شباك المرمى الكوري، وكان بامكان الهلال الخروج من تلك المباراة فائزاً. وبعد هدف الجابر انطلقت الأفراح الهلالية في كل مدينة سعودية لتصفق لهذا الانجاز القاري الكبير. وبعد نهاية لقاء الاياب استلم الهلاليون وقائدهم يوسف الثنيان كأس البطولة ومبلغ 100 ألف دولار، لكن الثنيان بدأ يشير الى احتمال اعتزاله وهذا ما عكر صفو الهلاليين، لكنه في النهاية طمأنهم الى ان الاعتزال سيكون بعد كأس العالم لتهدأ أنفس الهلاليين قليلاً. احتكار الألقاب ولم يهدأ رنين هاتف الهلاليين في سيول، وكانت أولى المكالمات من الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي هنأهم على البطولة، وأكد ان هذه البطولة ما هي الا امتداد للانجازات السعودية على المستوى الآسيوي، ثم تبعه نائبه الأمير سلطان بن فهد الذي أثنى على الانجاز الهلالي وهنأ الهلاليين الذين سجلوا انتصاراً للوطن. وتوالت التهاني من المسؤولين والجماهير الهلالية، والجميع ينتظر قدوم الفريق البطل واكتظت صالة مطار الملك خالد الدولي في الرياض بالجموع الغفيرة التي جاءت لتزف البطل الجديد وسفير الكرة السعودية. ويبدو ان الهلاليين يستمرئون الألقاب، فبعد حصولهم على الكأس تم اختيارهم فريق آسيا الأول لشهر حزيران، كما تم اختيار مهاجمهم سامي الجابر لاعب الشهر وهو الذي اختير أفضل لاعب في المباراتين. وقد حل الهلاليون ضيوفاً على المسؤولين السعوديين الذين هنأوهم على الانجاز الكبير، وقد عبر أكثر من لاعب هلالي عن سعادته بهذا اللقب، وتقدمهم الثنيان الذي أعرب عن سعادته بهذا الانجاز ووصفه بالتاريخي، كما ان صاحب هدفي الهلال في المباراتين سامي الجابر أكد ان الهلال متى أراد الفوز فلن يقف في طريقه أحد. ولم يخف اعضاء شرف النادي سعادتهم بالفوز الهلالي ووصفوه بالانجاز القاري مؤكدين ان الهلال هو الأحق باللقب وأنه رسخ زعامة الكرة السعودية آسيوياً. سفير الكرة السعودية ولم تكتف ادارة النادي بالاحتفالية الصغيرة لكنها أعدت حفلاً كبيراً لفريقها وقدمت مكافآت مالية ضخمة تعدت الپ50 ألف ريال سعودي. ومع ان الهلاليين يعيشون أياماً جميلة فإنهم يتلهفون الى سماع الأخبار السارة بشأن تجديد العقد مع مدربهم اوسكار واللاعب سوزا، وهذا ما أكده اكثر من هلالي. وازاء هذا الانتصار باركت الصحافة السعودية هذا الانجاز، وشارك مسؤولو الأندية السعودية الفرحة الهلالية واتفقوا على أمر واحد هو ان الهلال سفير الكرة السعودية وخير من يمثلها خارجياً. البطولة السوبر أكملت عقد البطولات الهلالية على مستوى القارة الآسيوية، وجعلت الهلال يتربع على قمة آسيا، وينتظر الجميع تحديد المباراة التي ستجمع بين الهلال سوبر آسيا والزمالك المصري سوبر افريقيا لتحديد بطل القارتين.