رأى الرئيس الأميركي باراك أوباما في الاتفاق النووي الموقع مع إيران اليوم (الثلثاء)، فرصة لتغيير الوجهة في الشرق الأوسط، وحذر من أنه سيستخدم حق الرفض ضد أي محاولة من الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس القلقين للغاية من الاتفاق لرفضه. وقال أوباما إن الاتفاق قطع على إيران جميع السبل للحصول على قنبلة نووية. وأورد في كلمة بعد الإعلان عن الاتفاق "بعد عامين من المفاوضات أنجزت الولاياتالمتحدة بالتعاون مع شركائها الدوليين شيئا لم تحققه عقود من العداوة، توصلنا لاتفاق شامل وممتد مع إيران سيمنعها من امتلاك سلاح نووي". مضيفاً: "أعتقد أن الانسحاب من هذا الاتفاق سيكون (إجراء) غير مسؤول". وبموجب الاتفاق الذي أعلن رسميا في فيينا حيث جرت المفاوضات، سترفع عقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن إيران مقابل موافقتها على تقليص برنامجها النووي لفترة طويلة، وهو البرنامج الذي شكت الغرب وإسرائيل أنه يهدف لإنتاج قنبلة نووية. وأوضح أوباما إن الاتفاق أساسه المراقبة وليس الثقة، لكنه قوبل بعاصفة انتقادات من أعضاء جمهوريين في الكونغرس ومرشحين رئاسيين قالوا إنه يمنح الكثير لإيران. وقال رئيس مجلس النواب السناتور جون بونر "بدلا من جعل العالم أقل خطورة فإن هذا الاتفاق لن يزيد إيران إلا قوة". وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش مكونيل إن الاتفاق على ما يبدو أبقى على العناصر "المعيبة" في الاتفاق السابق، وتعهد السناتور الجمهوري بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمراجعة قوية. ويحق للمشرعين الأميركيين مراجعة الاتفاق، وقد يصدرون قراراً بعدم الموافقة عليه مما ينزع من الرئيس صلاحية رفع العقوبات التي أقرها الكونغرس. لكن أوباما بعث برسالة واضحة إلى الجمهوريين الذين قد يفكرون في اتباع مثل هذا الخيار: "لا تفعلوا ذلك". وقال: "سأستخدم حق الرفض ضد أي تشريع يمنع التطبيق الناجح لهذا الاتفاق". ووصفت وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة لانتخابات الرئاسة 2016 في الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون الاتفاق بأنه "خطوة مهمة"، لكنها قالت إن فرض تطبيقه سيكون حاسماً. وحين ترشح للرئاسة، وعد أوباما بالتواصل مع أعداء الولاياتالمتحدة في حال فوزه وهو تعهد جلب عليه انتقادات من كلينتون التي نافسته حينها على ترشيح الحزب الديموقراطي في 2008. وقال أوباما إن واشنطن ستبقي العقوبات على طهران فيما يتعلق بدعمها للإرهاب وبرنامجها للصواريخ الباليستية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. كما سعى خلال اتصال هاتفي لطمأنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شديد الانتقاد للاتفاق. وسيرسل أوباما وزير دفاعه آش كارتر إلى إسرائيل خلال أيام لإظهار التضامن. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية عن أوباما ونتنياهو اللذين تعمقت الخلافات بينهما في أوائل هذا العام حين خطب انتنياهو في الكونغرس في شأن إيران "بينهما خلافات واضحة. لا شك في ذلك". كما أن الخلافات مع إيران باقية. وقال مسؤول أميركي إن وزير الخارجية جون كيري حث نظيره الإيراني محمد جواد ظريف اليوم على إطلاق سراح مواطنين أميركيين محتجزين في إيران. لكن أوباما قال إن في الاتفاق فرصة للتغيير في المنطقة. وقال: "خلافاتنا حقيقية والتاريخ المعقد بين بلدينا لا يمكن تجاهله، لكن التغيير ممكن". وأضاف: "هذا الاتفاق يوفر فرصة للتحرك في اتجاه جديد وعلينا أن نغتنمها".