أكد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب في تصريح إلى «الحياة» تمسك اتحاد بلاده بلعب مباراة الإياب بين المنتخبين السعودي والفلسطيني في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال 2018 وكأس آسيا 2019 في ال13 من تشرين الأول (أكتوبر) في رام الله، مؤكداً أن الأمر لا علاقة له بأي جوانب سياسية، ومشدداً على أن جوازات لاعبي «الأخضر» لن تتعرض لأي ختم دخول إسرائيلي. ويبدو أن الأمر سيكون مخالفاً لما حدث في المباراة الماضية التي استجاب فيها الجانب الفلسطيني لطلب نظيره السعودي ونقل المباراة إلى الدمام، إذ قال الرجوب ل«الحياة»: «إما أن تخسر السعودية النقاط الثلاث وتنسى الموضوع، وإما أن يحضر الأخضر ويلعب المباراة في فلسطين، والاتحاد السعودي حر فيما يتخذه من قرار». وكان «فيفا» بعث برسالة إلى اتحادات الدول المشاركة ضمن المجموعة الأولى، التي تضم فلسطين والسعودية والإمارات وتيمور الشرقية وماليزيا، جاء فيها: «بعد اكتمال الجولة الأولى من مباريات المجموعة، نود التأكيد لجميع المنتخبات أن مباراة السعودية وفلسطين، التي لعبت في الدمام في ال11 من حزيران (يونيو)، جاءت نتيجة اتفاق بين الاتحادين، غير أن المباراة المقبلة ستقام في فلسطين في ال13 من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل». وطلب خطاب «فيفا» من اتحادات الدول الأربع الأخرى في المجموعة البدء باتخاذ الإجراءات الضرورية لترتيب الدخول إلى الأراضي الفلسطينية بحسب المواعيد المجدولة، ومنها التنسيق مع الاتحاد الفلسطيني للحصول على تأشيرات الدخول اللازمة. ورداً على سؤال ل«الحياة» عن السبب الذي أدى إلى نقل المباراة في المرة الأولى، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني: «ليس هناك أي وضع، الإخوان قالوا لنا إن هناك ظرفاً استثنائياً، وقبلنا ما قبلنا به في حينه، ولكن هذا لا يصح، فعلى إخواننا السعوديين أن يحضروا للعب المباراة في فلسطين، إذا أحبوا ذلك فأهلاً وسهلاً بهم بين أحبابهم وإخوانهم، وإذا لم يحبوا ذلك فهم أحرار في ما يفعلون، لكن بالنسبة لنا لا نستطيع أن نلعب المباراة الثانية خارج أرضنا، وعلينا أن نخوض رسالتنا، فأحد أهم إنجازاتنا أن لدينا ملعباً بيتياً، ويجب على السعوديين أن يفكروا بطريقة صحيحة». وواصل: «بالنسبة لنا فغير وارد إطلاقاً لعب المباراة خارج فلسطين، فالمستوى السياسي لا علاقة له بالرياضة، وكان هناك خطأ بأن كان ثمة تدخل سياسي، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل كيف ولماذا وغيره من الأسئلة، باختصار وافقنا في ذلك الوقت على أن الذهاب إياب والإياب ذهاب، ونحن نأمل بأن يأتي إخواننا السعوديون للعب المباراة في فلسطين». وشدد الرجوب على أن سلامة السعوديين وأمنهم وعدم ختم الجوازات الخاصة بهم بأختام إسرائيلية أمر تكفله القوانين الدولية، وقال: «دخول السعوديين إلى فلسطين يتم برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وليس له علاقة بختم جواز سفر ولا بالعدو الصهيوني ولا التطبيع مع العدو ولا غيره، وأؤكد أنه لن يتم ختم أي جواز سفر سعودي بختم إسرائيلي، والإسرائيليون لا يستطيعون أن يمنعوا أحداً أو يمسوه أو حتى أن يوجهوا إليه الأسئلة». وكشف رئيس الاتحاد الفلسطيني عن تلقيه طلباً إماراتياً لمعاملتهم بالمثل في حال لعب المباراتين في السعودية، وقال: «أقول لإخواننا: يا جماعة نحن أصبح لدينا ملعب بيتي، وليأت إخواننا السعوديون ويخوضوا المباراة هنا، وقبل فترة جاء أنور عشقي، ومعه مجموعة من الإخوان إلى فلسطين، فما المانع من أن يحضر المنتخب السعودي، وأعتقد أن هناك سعوديين حتى الآن هنا، وليس هناك ختم جواز سفر ولا هم يحزنون». وشرح آلية وصول السعوديين، في حال قرروا خوض المباراة في رام الله، قائلاً: «السعوديون سيصلون بالطائرة إلى عمّان، وستستقبلهم السفارة السعودية وسفارتنا، وسيتحركون بالحافلة إلى رام الله مسافة 80 كيلومتراً، ويقفون عند الجسر أمام نقطة تفتيش، مثلهم مثل الآخرين، ولكن لا يوجد هناك أي احتكاك أو علاقة بالإسرائيليين، وسيتجاوزون النهر الذي يسيطر عليه الإسرائيليون». وبدا الرجوب متحمساً وهو يقول: «يا أخي نحن نحب أن يزحف إخواننا من الأمة الإسلامية باتجاهنا، إسرائيل تحتل فلسطين، ولكن الرياضة تمارس بقوة النظام الدولي وقوانين «فيفا»، ونحن لدينا حكم ذاتي في كرة القدم ولا علاقة لإسرائيل بنا، فهم لا يسألون أي لاعب، ولا يتدخلون مع أي لاعب، ولا يختمون أي جواز سفر لأي لاعب، ولا يحتكون مع أي لاعب». واستطرد مكرراً: «ليس هناك أي شكل من أشكال الاحتكاك، ونحن نعيش تحت الاحتلال، والدوري الفلسطيني قائم، ونلعب الرياضة، وأقول لإخواننا: تعالوا معنا وشاهدوا». واختتم قائلاً: «الاتحاد الفلسطيني متمسك بحقه في لعب مبارياته المستحقه على أرضه وبين جماهيره، ومع محبتنا للسعوديين واحترامنا لهم يجب أن يحضروا، والمستوى السياسي لا علاقة له بالرياضة، وهناك خطأ إذا تحدثنا بذلك، لا علاقة للمستوى السياسي الفلسطينيبالرياضة، وهذا قانون دولي، وكل دول العالم موقعة على الميثاق الأولمبي الذي يفصل بين السياسة والرياضة». يذكر أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم نشر في موقعه الإلكتروني أول من أمس (الجمعة) أن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أكد أن الإياب بين السعودية وفلسطين في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات مونديال 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، سيقام في الأراضي الفلسطينية، وكان من المفترض أن تقام مباراة الذهاب في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى في ال11 من حزيران (يونيو) في الأراضي الفلسطينية، غير أن تفاهمات بين الاتحادين نقلتها إلى الدمام، وفاز فيها «الأخضر» بصعوبة (3-2).