بغداد، الموصل - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قُتل أربعة موظفي اغاثة وصاحب محل مسيحي في اعتداءين في مدينتي بغداد والموصل، وفقاً للشرطة ومصادر أمنية. وأكدت مصادر أمنية عراقية أن مسلحين هاجموا ظهر أمس مكتب احدى منظمات الإغاثة في بغداد فقتلوا أربعة من موظفيها بينهم امرأة، ووضعوا عبوة في سيارة متوقفة أمام المكان، قبل أن يلوذوا بالفرار. وأضافت أن المسلحين هاجموا مقر منظمة «موطني للإغاثة والتنمية في شارع عمر عبد العزيز الواقع في حي الأعظمية شمال بغداد، وأطلقوا النار داخل المكتب، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة وإصابة اثنين آخرين». وتابعت أن المسلحين «زرعوا عبوة داخل احدى السيارات المتوقفة امام المقر وانفجرت فور وصول دورية للجيش الى المكان، ما أدى الى اصابة أحد جنود الدورية». ولم يكن الاتصال ممكناً بمقر المنظمة التي تعنى بشؤون العائلات المهجرة، وفقاً لموقعها الإلكتروني. إلى ذلك، أعلنت الشرطة العراقية مقتل صاحب محل مسيحي أمس في أحد أحياء الموصل، غداة اغتيال مسيحي آخر في ظروف مشابهة في المدينة الشمالية فضلاً عن مقتل آخرين خلال الأسابيع الماضية. وأضافت أن «مسلحين كانوا يستقلون سيارة من طراز أوبل سوداء ترجلوا منها أمام محل أمجد حميد عبد الأحد كرو الواقع في حي الصديق شمال الموصل، واقتحموا المكان فأردوه قتيلاً بإطلاق النار عليه»، لافتاً الى أن «القتيل (45 سنة) متزوج دون أولاد». وأكد أن «المسلحين اتبعوا الطريقة ذاتها التي استخدموها سابقاً في قتل عدد من المسيحيين خلال الأسابيع الأخيرة». وتثير موجة الاغتيالات المنظمة التي تطال المسيحيين في معقلهم التاريخي في بلاد ما بين النهرين استياء السكان ومخاوف المسيحيين من مخطط يستهدف وجودهم بغية تهجيرهم في ظل عدم اتخاذ إجراءات رادعة. وفي غضون ذلك، عرضت وزارة الدفاع العراقية تسجيلاً مصوراً لاعترافات تسعة من عناصر تنظيم «القاعدة» قُبض عليهم في محافظة نينوى المضطربة، وأقروا بذبح مسيحيين «لم يدفعوا الجزية» واستهداف أقلية الشبك أيضاً. وأبرز المتهمين محمد رمزي شهاب «مفتي نينوى» الذي ذبح مسيحيين لعدم دفعهم الجزية. كما أكد اشرافه على تفجير استهدف قرية الخزنة من أقلية الشبك، ما أوقع حوالى 40 قتيلاً في العاشر من آب (اغسطس) الماضي. وقال شهاب: «جندني امام باكستاني في لندن ومولني لتنفيذ عمليات ونصبني مفتياً فأعطيت فتوى بذبح مدرس مسيحي، وأخرى ضد صاحب محل مسيحي أيضاً لعدم دفعه الجزية». وأكد إصداره فتوى تبيح قتل ثلاث نساء بتهمة نقل أخبار لأجهزة الأمن. كما اعترف ب «تدبير عملية تفجير قرية الخزنة». وبين الموقوفين التسعة، سوري يدعى عزمي دربي محمد من سكان منطقة حمص أُلقي القبض عليه فيما كان «يرتدي ملابس نسائية». وقال العسكري إنه « جنّد للعمل كامرأة في منازل الشيوخ لجمع المعلومات وكذلك لنقل العبوات وأسلحة كاتمة للصوت، لأن تفتيش المرأة صعب وسطحي». من جهته، اعترف المتهم الثاني علي مأمون قاسم وهو صيدلي من الموصل بمشاركته «في قتل عناصر الجيش والشرطة من الجرحى الذين ينقلون الى المستشفى لتلقي العلاج». وأكد «توجيه تهديدات للأطباء والصيادلة للحصول على تمويل من خلال الابتزاز». بدوره، اعترف احمد ذنون اسماعيل ب «ذبح عدد من المسيحيين». وأقر الرابع ويدعى عادل نجم شكارة الحمداني، بأن «دولة العراق الإسلامية عينتني والياً للساحل الأيسر في مدينة الموصل». ويقسم نهر دجلة الموصل الى شطرين، أيسر وأيمن. واعترف مراهق (17 سنة) ب «قتل أربعة أشخاص» فيما اعترف آخر ب «ابتزاز التجار من اجل تمويل العمليات، وتفجير محلات الذين لا يدفعون الأموال».