مراعاة لخطر الزلازل ودرءاً لتبعات مشكلات التربية في السعودية، ألزمت وزارة الشؤون البلدية والقروية المكاتب والشركات الهندسية والاستشارية بحزمة من «الاشتراطات» المرتبطة بضرورة مراعاة معايير «كود البناء السعودي»، وتطبيقها على المباني كافة. وشددت على ضرورة تطبيق البناء المقاوم للزلازل، وتفعيل دليل إنشائي لحساب الأحمال الزلزالية عند تصميم المخططات الإنشائية للمباني، فضلاً عن التقيد بالتعليمات الخاصة بإعداد تقارير ودراسات التربة قبل اعتماد المخططات التنظيمية، إضافة إلى التأكيد على الأخذ في الاعتبار التوصيات الهندسية اللازمة للبناء في المواقع المعرضة للزلازل. وقال رئيس لجنة المقاولين في غرفة التجارة والصناعة في جدة المهندس عبدالعزيز حفني ل «الحياة»: «إن قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية بالالتزام بكود البناء السعودي، جاء بعد الانتهاء من الفترة التجريبية له والمقدرة بخمس سنوات، إذ تقرر تطبيقه على مراحل عدة عند صدوره، وللأسف ظلت بعض المكاتب الهندسية تتملص من الالتزام به، سوى في المشاريع الكبيرة فقط». ولفت إلى أن «الوزارة» تركز الآن على تطبيقه على المباني كافة، بما فيها المباني السكنية الصغيرة، إذ لابد من تطبيق هذا الكود، خصوصاً في جدة التي تعاني عدداً كبيراً من مشكلات التربة، لاسيما أنها تحتوى على نسبة كبيرة من المياه الجوفية. وكشف تباين تطبيق المكاتب الهندسية ل «كود البناء» سابقاً، بحسب المهندسين الاستشاريين العاملين فيها، إذ كان البعض يطبق الكود الأميركي فيما يطبق آخرون الكود البريطاني، خصوصاً في ما يتعلق ببند الحماية من أضرار الزلازل. وقال: «كود البناء السعودي يعتبر متخصصاً بالبيئة السعودية، إذ عكف عليه متخصصون من وزارة الشؤون البلدية والقروية للخروج بمعايير سعودية تراعي الطبيعة الجغرافية والمناخية للبيئة في الجزيرة العربية، تضمن تصميم المباني وفق متطلبات الأمن والسلامة». ويشتمل الدليل الإنشائي لحساب الزلزالية واشتراطات الأنظمة الإنشائية للمباني في السعودية، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، على معايير للتصميم الزلزالي تهدف إلى المحافظة على سلامة الأرواح في حال حدوث زلازل قوية، تقلل من نسبة الخطر داخل المباني عند أي نشاط زلزالي. ويشترط أن يتم في مجال تصميم المبنى المقاوم للزلازل، تقدير القوى الزلزالية المحتمل تعرضه لها، حال حدوث أي نشاط زلزالي، عبر حسابات رياضية وهندسية دقيقة تؤمّن بعد «العناية الإلهية» الحماية لسكان المبنى الذي ربما تنهكه التصدعات، جراء تكرار الأنشطة الزلزالية (لا سمح الله) من دون أن تتسبب في انهياره. وشملت الاشتراطات الجديدة عشرة بنود، على هيئة توصيات شملت ضرورة «الحرص على استمرار الحديد العلوي للكمرات والمبيدات في الأعمدة الداخلية وإنهائه على شكل خطاف قياسي داخل الأعمدة الخارجية، مع استمرار الحديد العلوي للبلاطات والأعصاب عبر الكمرات المحيطة بها أو إنهائه بشكل متشابك مع هذه الكمرات، والعناية بتسليح القص في الكمرات والأعمدة في المناطق القريبة من اتصال الكمرات مع الأعمدة وكذلك في رقاب الأعمدة، إضافة إلى العناية بتصنيع وصب ومعالجة الخرسانة للحصول على الإجهاد المطلوب في الدراسات، ويستحسن استعمال الخرسانة التي لا يقل إجهاد كسرها بعد 28 يوماً عن 250 كيلو غراماً مربعاً، كما يجب تجنب نحافة الأعمدة عموماً ويفضل قطاع العمود المربع وشبك دورة السطح مع العناصر الإنشائية للمبنى، والعناية بالدراسات الإنشائية وتفاصيلها وكذلك التنفيذ والإشراف ومراقبة جودة المواد وعدم استعمال المنشآت إلا لما صممت له، وعدم تحميل الهيكل الإنشائي أثناء التنفيذ بأحمال أكبر من الأحمال التصميمية، وأخيراً لابد من الأخذ في الاعتبار مقدار الزيادة في قوى الزلازل بسبب التربة وفي حالة التأسيس على منطقة ردم، فلابد من تحقيق كفاءة عالية».