أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة التراث الخيرية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن «قضية التراث في المملكة تمر بمرحلة تاريخية مهمة، يجسدها التحول الكبير في استيعاب مفهوم التراث، والانتقال بالتراث العمراني من ثقافة الازدراء إلى الارتقاء إلى درجة احترامه والعناية به». وأضاف في كلمة ألقاها خلال احتفال اللجنة العليا لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، بتوزيع جوائز الدورة الثالثة (السنة الأولى - لطلاب كليات العمارة والتخطيط) في جامعة الملك سعود أخيراً، أن قضية التراث العمراني تشهد نقلة نوعية، مشيراً إلى أن ما تشهده جامعة الملك سعود لم يكن تغييراً في المباني والمشاريع فحسب، إنما هو تحول كبير في العقول لمصلحة التراث العمراني، وتعزيز مفهوم التراث بأبعاده المختلفة. واعتبر أن هذا التحول يعد انتصاراً على التمنّع الذي كان سائداً في الأعوام القليلة الماضية، ويمثل نقطة انطلاق بمفهوم التراث العمراني الوطني نحو العمارة الحديثة، وما صاحبها من تطوير وتحديث، مبيناً أن الأهداف التي تسعى الجائزة إلى تحقيقها تنسجم تماماً مع ما تشهده السعودية من نهضة عمرانية شاملة، تجعل من التراث العمراني كائناً حياً وعنصراً فاعلاً في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والسياحية والاجتماعية وغيرها. ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الصحوة المعمارية جعلت المباني القديمة الآيلة إلى السقوط تُحظى باهتمام كبير يجعلها مباني قائمة قابلة للنهوض بذات العناصر التراثية الأصيلة، لا لتكون شواهد من الماضي فحسب، بل تجسد مشاريع تنموية في الحاضر والمستقبل، مضيفاً أن هذه الجهود ستتوج قريباً في المؤتمر الدولي للتراث العمراني في العالم الإسلامي المزمع انعقاده في نيسان (أبريل) المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين. من جهته، ذكر الأمين العام لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني الدكتور أسامة الجوهري أن هذا الاحتفال يكشف عن تكامل الأدوار بين الجامعة والجائزة للنهوض بالتعليم العالي، وتحفيز الطلاب على التميز والابتكار في مجال العمارة والتخطيط، مشيراً إلى أن الجائزة تسعى للحفاظ على التراث العمراني، وبدأ تخصيصها منذ الدورة الثانية لمشاريع الطلاب والطالبات في مجال التراث العمراني بالمملكة، سواء كانت مشاريع معمارية أو تخطيطية أو أحد المجالات العمرانية الأخرى، وأنها حظيت بإقبال كبير من المتخصصين في هذا الميدان الحيوي. وسلم الأمير سلطان بن سلمان الجوائز على الطلاب الفائزين في فروع الجائزة الثلاثة التراث العمراني والحفاظ على التراث العمراني والجائزة التقديرية. وفاز بجوائز مشروع التراث العمراني ثلاثة طلاب هم: عبدالمعين محمد بوقس من كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز بالجائزة الأولى عن مشروع «القرية الثقافية الترفيهية في وادي فاطمة»، وفؤاد محمد حسن عمار من كلية الهندسة والعمارة الإسلامية في جامعة أم القرى بالجائزة الثانية عن تطوير منطقة حي البيبان في مكةالمكرمة، أما الثالثة ففاز بها عبدالوهاب أحمد الجبر من جامعة الملك فيصل عن منتجع النخلة. فيما شارك في الجائزة الأولى لمشروع الحفاظ على التراث العمراني كل من صالح عبدالواسع شيهون ومشعل محمد الميمني وأحمد صالح الجهني ومحمد عادل ناس ومحمد فضل شيهون من كلية تصاميم البيئة، جامعة الملك عبدالعزيز عن مشروعهم: «جدة التاريخية: دراسة حضارية ومحاولة للفهم بطريقة منهجية»، وشارك في الثانية ثلاثة طلاب هم: هاني الحارثي وخالد الدوسري وسعد مغنم، من كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز عن توثيق وإحياء درب كرا الأثري. أما الثالثة فكانت من نصيب لواء محمد أحمد كابلي من كلية العمارة والهندسة الإسلامية في جامعة أم القرى عن مركز الملك عبدالعزيز التراثي (جدة التاريخية). وكانت جائزة مشروع بحث التراث العمراني، من نصيب المهندسة نوف بنت محمد بن فهد آل سعود من كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك فيصل عن مشروعها «الاستخدامات الحديثة للمباني القديمة: قصور الدرعية نموذجاً».