أكد الناطق باسم الحكومة العراقية موقف حكومة بغداد الثابت من رفض أي تدخل أجنبي بري في الأراضي العراقية من قبل أي دولة للمشاركة في الحرب ضد تنظيم «داعش»، مبرراً ذلك بأن العراق يمتلك العديد الكافي من القوات للقيام بمهمة القضاء على التنظيم، فيما أعلنت قيادات «الحشد الشعبي» عن إحراز تقدم في خطتها لتطويق مدينة الفلوجة تمهيداً لبدء عملية تحريرها. وقال سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي ان «موقف الحكومة العراقية ثابت ولن يتغيّر، فهي لن تسمح بأي تدخل بري أجنبي على الأراضي العراقية سواء من واشنطن أو أي دولة كانت». وأضاف ل «الحياة» أن «العراق يمتلك عديداً كافياً من القوات سواء كانت النظامية أو الأخرى المنضوية تحت أمرة القيادة العامة للقوات المسلحة لخوض المعارك على الأرض وإنجاز مهمة التخلص من تنظيم داعش»، واعتبر أن «ما أحرزته تلك القوات من تقدم عسكري في مناطق حزام بغداد وديالى وصلاح الدين خير دليل على قدرة هذه القوات على تحقيق النصر». ولفت إلى أن «الحكومة العراقية تدرك تماماً أن تحقيق النصر الكامل لا يمكن أن يتم بسرعة من دون وجود دعم دولي وعلى رأسه دول التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، ونحن نرحّب بأي دعم مقدم من تلك الدول شريطة أن يحترم سيادة العراق ولا يؤثر على وحدة أراضيه». وشدّد على «عدم وجود أي رغبة لدى الحكومة العراقية بطلب دعم بري أجنبي من أي دولة كانت»، واعتبر أن «ما يقدمه التحالف الدولي من دعم شهد خلال الفترة القليلة الماضية تصاعداً في الخط البياني بخاصة في مجال الدعم الجوي والاستخباراتي». إلا أنه دعا إلى أن «يكون هذا الدعم في وتيرة أسرع وأن يكون يتماشى مع ما يمثّله تنظيم «داعش» من خطر إقليمي وعالمي»، واعتبر أن «التحالف الدولي يمتلك الامكانات اللازمة والكبيرة التي تمكنه من رفع مستوى الدعم وتسريع وتيرته سواء على مستوى التسليح أو الضربات الجوية أو المعلومات الاستخباراتية». وتابع أن «اجتماعات رئيس الوزراء حيدر العبادي الأخيرة مع قادة دول التحالف كان فيها تفهم لوجهة النظر العراقية في ما يتعلق باستراتيجية الحرب على «داعش» والتي تماشت مع خطوات جدية اتخذتها حكومة العبادي تتعلق بالحرص على الحفاظ على الوحدة الوطنية وإشراك جميع المكونات العراقية». ودعا إلى «ترجمة هذا التفهم بشكل سريع وفاعل من قبل تلك الدول على الأرض». وكان نائب رئيس مجلس الأنبار فالح العيساوي جدّد في حديث إلى «الحياة» دعوته إلى إشراك قوات برية أميركية في تحرير مدن المحافظة من سيطرة «داعش»، وقال إن قرار إشراك هذه القوات هو من صلاحية الحكومة المركزية إلا أن المجلس سبق وأن دعا قبل خمسة أشهر إلى إشراكها في المعركة. كما طالب العيساوي بزيادة القواعد العسكرية في المحافظة وإضافة قاعدة قريبة من الحدود العراقية - السورية في الرطبة تحديداً. في غضون ذلك، قال القيادي في «الحشد الشعبي» معين الكاظمي إن «قوات الحشد تحقق تقدماً في آخر 22 كلم شمال مدينة الفلوجة ضمن خطة التطويق التي بدأت مطلع الشهر الجاري». وأوضح أن «قوات الحشد الشعبي تواصل التقدم في اتجاه الجهة الشمالية لمدينة الفلوجة، وهناك 22 كلم تفصلنا عنها فقط». وأشار إلى أن «تحرير مناطق النباعي وسيد غريب وناظم الثرثار والتقسيم قد قطع طرق الامدادات بشكل كبير عن «داعش» في الفلوجة». وأضاف أن «الخطوة القادمة التي نسعى إليها قطع طرق الامداد بصورة تامة بين الانبار وصلاح الدين ونينوى، مع تضييق الخناق على الفلوجة والرمادي اللتين ستتحولان قريباً إلى مدينتين ساقطتين من الناحية العسكرية». وأكد مصدر محلي من الانبار «التحاق 500 شاب من أبناء محافظة الأنبار بالحشد الشعبي الذي يتدرب أفراده في معسكرات الحبانية استعداداً للمشاركة مع القوات الأمنية في تحرير المحافظة». وأضاف المصدر أن «فترة تدريب مقاتلي الحشد الشعبي ستستمر في معسكرات الحبانية لمدة 14 يوماً، ومن ثم يتم بعدها تجهيزهم بالسلاح والتجهيزات الأخرى استعداداً لمشاركتهم في المعارك». وأوضح أن «معسكرات الحبانية يشرف عليها ضباط متخصصون بالتدريب الميداني والتدريب على السلاح ومواجهة العصابات في حرب المدن». في الاثناء، أعلن رئيس هيئة أركان مركز القيادة المشتركة لقوات التحالف الجنرال توماس وايلدي بدء عناصر الجيش الأميركي في قاعدة التقدم الجوية في الانبار بتدريب عدد من قيادات العشائر السنّية الذين سيدرّبون بدورهم أفراد عشائرهم. وأشار وايلدي إلى أن عملية تجنيد واختيار مقاتلي العشائر السنّية تتم من قبل الحكومة العراقية، نافياً أن يكون للتحالف الدولي أي دور فيها. كما أكد التحاق 500 فرد من مقاتلي العشائر بصفوف «الحشد الشعبي»، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستيف وارن أن إستراتيجية محاربة «داعش» كانت تتضمن تدريب تسعة آلاف جندي عراقي سنوياً، لكن نجاح هذه القوات أقنع الجانب الأميركي بضرورة زيادة أعداد المتدربين، وذكر وارن أن البنتاغون يرغب في تدريب أبناء العشائر السنّية العراقية بالأنبار وفق نموذج الصحوات التي أنشأتها القوات الأميركية عام 2006 لمحاربة تنظيم «القاعدة».