قال مسؤولون محليون وقادة عسكريون إن مركز مدينة الرمادي، عاصمة الأنبار، بات مؤمناً من خطر تنظيم «داعش» فيما تشهد مناطق شمال المدينة وغربها معارك كر وفر دون حسم، في حين فتح مجلس المحافظة باب التطوع للسكان في معسكر الحبانية. ودعا رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أبناء العشائر إلى التطوع في صفوف القوات الأمنية، في معسكر الحبانية بالتزامن مع قرب وصول أسلحة أميركية الى القاعدة مخصصة للأنبار. ويتواجد في الحبانية مئات المستشارين العسكريين الأميركيين وعناصر من قوات «المارينز» الأميركية التي تقوم منذ شهور بتدريب متطوعين من الأنبار في حدود الألف متطوع، بينما يسعى مجلس المحافظة إلى رفع عددهم إلى عشرة آلاف. إلى ذلك، قال زعيم منظمة «بدر» هادي العامري، إن أي جهة لا يمكنها منع «الحشد الشعبي» من المشاركة في معارك الأنبار، في إشارة إلى التحفظات الأميركية والمحلية، مؤكداً أن الرمادي لن تسقط بيد «داعش». وقال الشيخ عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي، في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «مركز الرمادي الذي يضم المجمع الحكومي ومقر قيادة العمليات، أصبح مؤمناً بالكامل وخارج خطر داعش بعد أيام من القتال حول الرمادي». وأضاف أن المعارك تدور حالياً في مناطق شمال المحافظة وغربها، موضحاً أن سيطرة «داعش» على منطقة «البوفراج» شمال الرمادي وبسبب موقعها الإستراتيجي تواجه القوات الأمنية هجمات شرسة منطلقة من هذه المنطقة، وفشلت محاولات عدة لتحريرها. وأشار إلى أن معارك كر وفر تجري في الرمادي وضواحيها وهناك تعزيزات عسكرية تصل إلى المحافظة، كما أن الطائرات الأميركية تساهم بشكل فعال في قصف معاقل التنظيم. وقال ضابط كبير في قيادة عمليات الأنبار ل «الحياة» إن «تنظيم داعش يواصل استراتيجية حصار المدن الرئيسية عبر السيطرة على الطرق الرابطة بينها»، مشيراً إلى أن «الطرق الرابطة بين الرمادي وناحية البغدادي وقضاء حديثة غالباً ما يكون محفوف بالمخاطر». وأضاف أن «عمليات قنص وعبوات ناسفة تعاني منها القوات الأمنية بين البغدادي وحديثة بسبب صعوبة تأمين هذه الطرق الواقعة في الصحراء وتحتاج إلى غطاء جوي كثيف غير متوافر لقوات الجيش بينما يقوم طيران التحالف بمهمة قصف الأهداف فقط». وأعلنت قيادة عمليات الأنبار فرض حظر شامل للتجوال على ناحية عامرية الفلوجة حتى إشعار آخر نتيجة استهداف المجمع السكني بسقوط قذائف هاون وصواريخ من قبل «داعش» أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى. إلى ذلك، قال زعيم منظمة «بدر» هادي العامري، إن «الذي يسيء إلى الحشد الشعبي يقدم خدمة كبيرة لتنظيم داعش»، وانتقد الحكومة لأنها «وقعت تحت تأثير الأصوات المبحوحة ضد الحشد الشعبي في استكمال النصر». وأضاف خلال مؤتمر عقد في ذي قار أمس أنه «لا أحد يستطيع أن يمنعنا من الدفاع عن الرمادي وسنحرر كل الأنبار»، مشيراً إلى أن «المرجعية الدينية تطلب منا الدفاع عن كل الشعب العراقي». واتهم بعض السياسيين «بمحاولة المشاركة في المشروع التقيسمي وإسقاط الرمادي». من جانبها، ذكرت القيادة المركزية للتحالف الدولي أن «القوات العراقية لم توقف تقدم مسلحي تنظيم داعش فقط بل حققت مكاسب ملحوظة مدعومة بالضربات الجوية لعملية العزم المتأصل». وأوضح بيان لرئيس التخطيط والاستراتيجية في القيادة المركزية للتحالف الدولي، الجنرال الفرنسي برنار كيمنز، أن «التحالف شن لغاية الآن أكثر من 3600 غارة جوية في كل من العراق وسورية»، مؤكداً أن «نجاح الحرب على داعش يعتمد على تماسك هذا التحالف الذي يضم 62 دولة اجتمعت في مهمة واحدة». وأضاف أن «القوات العراقية تلقت أطناناً من المواد والعتاد العسكري من حوالى 20 دولة مانحة، فضلاً على تدريب ميداني من قبل كل من أستراليا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة». وزاد أن «مهمات التدريب شملت نحو 6500 من القوات العراقية، فيما حضر المؤتمر الذي استمر أسبوعاً أكثر من 300 ممثل عسكري من 39 بلداً، وهو الاجتماع الثالث الذي يعقد في أقل من عام».