تزيد التأكيدات الأميركية طول معركة الأنبار وتحرير الرمادي سكان المدينة والنازحين منها يأساً، فوزارة الدفاع تعلن أن «المعركة التي يقودها التحالف الدولي بطيئة تتطلب سنوات»، والخارجية تؤكد أن «طلب الحكومة المحلية وقادة العشائر مشاركة الحشد الشعبي في المعركة ضد داعش خطوة مهمة... فالمعركة طويلة الأمد». (للمزيد ) وإلى التصريحات الأميركية تمكن إضافة تصريحات وتوقعات عراقية ترى أن مهمة «الحشد الشعبي والجيش حماية كربلاء وبغداد وليس تحرير الأنبار». ولم يقتنع سكان الرمادي الذين بدأوا أكبر عملية نزوح في تاريخها في 19 نيسان (أبريل) الماضي، مع أولى بوادر هجوم «داعش»، بتأكيدات رسمية لاستعادة الأمن في المدينة، وإرسال تعزيزات عسكرية إليها، وقد سقطت كلها في يد التنظيم بعد قرابة شهر من تلك التأكيدات. وقال عبد الله الفهداوي الذي هرب بعائلته قبل أيام ويحاول الدخول إلى بغداد ليس في الرمادي اليوم أكثر من 50 إلف شخص، معظمهم فضل مواجهة قدره على خوض تجربة النزوح مرة أخرى. الفهداوي كان نزح من الأنبار في 20 نيسان (أبريل) الماضي، عندما بدأ مسلحو «داعش» الزحف باتجاه المجمع الحكومي، وعاد بداية الشهر الجاري، بعد إعلان الحكومة استعادة السيطرة على المدينة وقال: «صدقت أن الأمور ستكون أفضل، ولم أجد من يستقبلني في بغداد فعدت، لكن معظم أهالي المدينة لم يصدقوا (...) لدى الجميع قناعة بأن داعش قرر احتلالها ولن ينسحب قبل تحقيق هدفه، فالقوات الموجودة على الأرض لن تتمكن من الدفاع عنها». في المقابل، لا يرى نازحون آخرون تحدثت اليهم «الحياة» عبر الهاتف، تقدم «داعش» مفاجئاً، ويقولون إن التنظيم كان موجوداً على الدوام في محيط الخط الآمن الذي دخله، وسط الرمادي طوال الشهور الماضية، وإن عدم تجاوز هذا الخط «لغز» لم يفك رموزه أحد. وقالت المصادر الأمنية إن حوالى 6 آلاف عنصر من «الحشد» توجهوا بالفعل إلى معسكر الحبانية، جنوب شرقي الرمادي. لكن المعلومات على الأرض لا تشير إلى صدور أي قرار ببدء تحرير الرمادي، على الأقل خلال الأيام المقبلة، والقرار الوحيد المتخذ، هو حماية كربلاء عبر حشود في منطقة النخيب (180 كم شمال غربي المدينة) وحماية بغداد بدءاً من الحبانية (80 كلم غرب العاصمة) وهي المسافة نفسها تقريباً التي تفصلها عن منطقتين تمثلان ساحتين أساسيتين للمعارك في «الكرمة» (شرق الفلوجة) وعامرية الفلوجة. في هذه الأثناء، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن إن «القوات العراقية اضطرت إلى الانسحاب من الرمادي»، وأشار إلى أن «داعش ما زالت لديه القدرة على القيام بهجمات في أماكن معينة»، وأضاف أن «العملية التي يقودها التحالف بطيئة وتتطلب سنوات»، وأشار إلى أن «الولاياتالمتحدة لا تعارض مشاركة أي فصيل في معركة الرمادي تحت لواء الحكومة العراقية»، فيما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راثكي إن «طلب الحكومة المحلية وقادة العشائر في الأنبار مشاركة الحشد الشعبي في المعركة ضد داعش خطوة مهمة». وأضاف: «قلنا من زمن، إن هذه معركة طويلة الأمد. نحن نعمل مع القيادة السياسية العراقية التي تركز على بناء علاقات بين مختلف المكونات»، وتابع «أعتقد أن قرار قيادة الأنبار وعشائرها تأييد دخول قوات الحشد الشعبي إلى الأنبار للمساعدة في تحرير الرمادي خطوة مهمة نراها جزءاً من سعي رئيس الوزراء حيدر العبادي لتجاوز كل الخطوط الطائفية».