أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس ان «المعركة المقبلة» ستستهدف استعادة محافظة الأنبار التي يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مناطق واسعة منها، وذلك بعد نحو اسبوع من اعلان «تحرير» مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وقال العبادي خلال زيارته قاعدة الحبانية العسكرية في الأنبار «وقفتنا ومعركتنا المقبلة ستكون هنا من ارض الأنبار لتحريرها بالكامل وسننتصر في الأنبار ونحررها من داعش كما انتصرنا في تكريت». وأطلقت القوات العراقية معركة محدودة في عدد من مناطق شرق الأنبار، تمهيداً لمعركة تحرير المدينة، وزار العبادي، القاعدة للاطلاع على الاستعدادات للمعركة وأجرى مناقلات عسكرية بين عدد من القادة في الجيش تندرج ضمن الهدف نفسه. وأبلغت مصادر عسكرية عراقية «الحياة» ان العبادي اصدر اوامر بتغيير عدد من القيادات العسكرية في الأنبار، وقالت «ان هدف التغييرات هو الاستعداد لمعركة الأنبار التي تنتظر اكتمال تسليح نحو 15 الف مقاتل من اهالي الأنبار». وأشارت المصادر الى وجود قرابة 5 آلاف مقاتل من عدد من مجموعات الحشد الشعبي في الأنبار خصوصاً في جبهات الكرمة والبغدادي والرمادي، لكنها اكدت ان القوة الأساسية التي ستتولى تحرير مدن الأنبار ستكون من ابناء المحافظة. وأكدت ان العمليات التي اطلقت في الأنبار تندرج ضمن جس النبض واكتشاف طبيعة الجبهات تمهيداً لشن العمليات الرئيسية، وقالت ان مدينة الرمادي كعاصمة للأنبار ستكون الهدف الأول للمعارك. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت ان «العمليات العسكرية لتحرير جميع مدن ومناطق محافظة الأنبار، انطلقت من منطقة السجارية شرق الرمادي»، مبيناً ان «هذه العمليات اطلق عليها اسم عملية تحرير الأنبار الكبرى»، وأضاف ان «عمليات التحرير شاركت بها القطعات الأمنية من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية ولواء الرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب وأبناء عشائر المحافظة وبإسناد من الطيرانين الدولي والعراقي»، ولفت الى ان «اكثر من 10 آلاف مقاتل من العشائر شاركوا بالعملية». وتوجه رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد ساعات من الإعلان عن اطلاق العملية الى محافظة الأنبار للاطلاع على سير العمليات العسكرية، ووفق سعد الحديثي المتحدث باسم العبادي فإن «الزيارة تهدف إلى الاجتماع بالقادة الميدانيين وكبار العسكريين في المحافظة»، وأضاف أن «رئيس الوزراء سيطلع على آخر الجهود المتعلقة بتنظيم وتطويع وتسليح وتجهيز العشائر من ابناء المحافظة للقتال الى جانب القوات المسلحة والإسهام بتحرير المحافظة من سيطرة التنظيم». وكانت حكومة الأنبار اكدت انها تلقت الضوء الأخضر من الحكومة العراقية، لتسليح المتطوعين. وقال وزير الدفاع خالد العبيدي في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع المجموعة المصغرة لدول التحالف الدولي ضد «داعش» في عمان، ان عمليات الأنبار ستتم عبر قوات الجيش العراقي والمتطوعين، ولن يكون هناك تدخل بري اميركي، لافتاً الى ان هناك تعاوناً عسكرياً مع الأردن في هذا الخصوص.