أضحت السعودية المقيمة في الولاياتالمتحدة منى درويش (16 عاماً) أمس (الخميس) أصغر إنسان تسمح له السلطات الأميركية بحضور إعدام شخص آخر. فقد حضرت منى ووالدتها تشارلوت وشقيقتها الكبرى دوللي درويش (18 عاماً) تنفيذ الإعدام بحق قاتل والدهما المهاجر السعودي سهيل درويش داخل متجره الصغير في سوق مدينة توليدو بولاية أوهايو في عام 1993. وأعلنت السلطات في ولاية أوهايو، أن القاتل المدان فيرنون سميث الذي غيّر اسمه إلى عبدالله شريف كاظم مهدي فارق الحياة في العاشرة و28 دقيقة صباح الخميس، بعد ثماني دقائق من حقنه بمادة ثيوبنتال الصوديوم. وكانت آخر عبارة نطق بها القاتل قبل وفاته هي النطق بالشهادتين. وحضرت أسرة القتيل السعودي عملية الإعدام وهن يرتدين ثياباً سوداء. وكان سميث/ مهدي قتل درويش ولم يكن الضحية قد تجاوز عامه ال 28، وكانت ابنته دوللي في الثانية من عمرها، بينما كانت أرملته تشارلوت حبلى بطفلتهما الثانية منى التي أضحت أمس أصغر إنسان يسمح له بحضور عملية إعدام في السجون الأميركية. وقالت الأرملة إن إعدام قاتل زوجها يمثل نهاية معاناة الأسرة، التي ظلت تنتظر القصاص من قاتل عميدها نحو 17 عاماً. وعلى رغم أن القاتل لم يدل بأي اعتذار عن فعلته، إلا أن تشارلوت درويش قالت إنها شعرت بالراحة من أنه ظل صائماً طوال يوم الأربعاء، وطفق يقرأ القرآن منذ صباح يوم إعدامه إلى حين اللحظات التي جاء مسؤولو تنفيذ الأحكام لوضع أنابيب الحقن في وريده تمهيداً لضخ المادة الكيماوية القاتلة. وأعرض القاتل البالغ من العمر 37 عاماً عن إبداء أية رغبة أخيرة حين أعطي الميكروفون ليتحدث وهو ممدد على سرير الإعدام. وقالت تشارلوت إن القاتل "عرف الطريق إلى الله". وأوضحت أنها لم تقم ببيع دكان زوجها بعد مرور تلك السنوات، وأضافت: "لم أستطع بيعه. كيف أبيع محلاً بناه زوجي بدمه وعرقه وتعبه، ليوفر لقمة العيش لأسرته الصغيرة؟". وأبلغت الصحافيين الذين حضروا الإعدام أنها تزوجت أخيراً، وقررت الانتقال من أوهايو مع زوجها الجديد إلى ولاية ألباما، معتبرة أن إعدام قاتل زوجها يعني نهاية المحنة التي ظلت تعيشها منذ 17 عاماً في أوهايو. وكانت السلطات الأميركية تقوم بإعدام المجرمين بحقنهم بمزيج من ثلاث مواد كيماوية. بيد أن انتقادات وجهت إليها، بدعوى أن المواد الثلاث تجعل السجين يعاني ألماً قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ويعتبر سميث/ مهدي ثاني رجل يتم إعدامه بحقنه بمادة كيماوية وحيدة، إذ نفذ الحكم قبله بالقاتل المدان كينيث بيروس الشهر الماضي، وبقي حياً بعد حقنه لمدة عشر دقائق. ورفض إمام المسجد المحلي عاطف حمد الذي طلب سميث/ مهدي أن يكون بجانبه عند إعدامه الإدلاء بأي تصريح بعد الإعدام.