دعا مستشار وزير الصحة للأمراض المعدية البروفيسور طارق مدني الجهات الحكومية إلى التعاون مع فريق البحث الخاص بكرسي الحميات الفيروسية في جامعة الملك عبدالعزيز خصوصاً في فايروس الخمرة في الوقت الذي قللت وزارة الصحة من خطورة الفيروس، وانتشاره في أوساط المجتمع، وأكدت ل«الحياة» على لسان وكيلها للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش أن عدد الحالات المصابة في منطقة مكةالمكرمة بالفايروس لم يتجاوز الاربع، مشيراً إلى تمتعهم بصحة جيدة حالياً منذ خروجهم من المستشفى قبل نحو شهر تقريباً. ونفى الدكتور ميمش أن تكون لسيول جدة أي علاقة أو ارتباط بفايروس الخمرة، موضحاً أنه ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بواسطة القراد و«هو مرض غير خطير». بدوره، أرجع مستشار وزير الصحة للأمراض المعدية وأستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية والباحث الرئيس لكرسي الحميات الفيروسية النزفية بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور طارق مدني تسمية الفيروس إلى ظهور أول حالة في منطقة الخمرة في جدة، مشيراً إلى تشابهه مع فيروس الضنك. وأوضح أن الفايروس ينتقل من طريق الحيوان أو البعوض، مشيراً إلى أنه نزفي من مجموعة «الفلافيفيرسس»، يصيب الإنسان ويسبب حمى حادة والتهاباً في الكبد والمخ ونزفاً من اللثة أو الأنف أو المعدة «قيء دموي»، أو الشرج (تبرز دموي) أو الرحم أو الجهاز البولي، أو نزف في الجلد ويؤدي إلى الوفاة بنسبة تصل 25 في المئة. وذكر البروفيسور مدني أن أول عزل للفايروس كان في منطقة الخمرة جنوبجدة سنة 1995م ثم في مكةالمكرمة، وأخيراً في نجران، مفيداً أنه لم يعزل من أي دول أخرى. وقال: «إن المعلومات المبدئية لوبائية المرض دلت على أنه ينتقل بالاحتكاك المباشر بالمواشي ولحومها أو من طريق لدغ البعوض وربما القراد» لافتاً إلى أنه لم يوجد أي علاج مضاد للفيروس أو لقاح واق منه حتى الآن. وأكد أن دراسة الفايروس تستدعي تعاون العديد من الجهات المعنية مع الفريق البحثي للجامعة، منها وزارات الصحة والزراعة والشؤون البلدية والقروية، وهيئة حماية الحياة الفطرية، ومشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي بالبنك الإسلامي. وأشار البروفيسور مدني إلى أن الكرسي العلمي الذي تم تخصيصه عبارة عن برنامج بحثي أو أكاديمي في الجامعة لإثراء المعرفة الإنسانية وتطوير الفكر وخدمة قضايا التنمية المحلية، موضحاً أنه ممول من طريق منحة نقدية دائمة أو موقتة يتبرع بها فرد أو مؤسسة أو شركة أو شخصية اعتبارية، ويعين فيه أحد الأساتذة المختصين المشهود لهم بالتميز العلمي والخبرة الرائدة والسمعة الدولية.