طهران، باريس، تل أبيب – أب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» – أعلن القضاء الإيراني أمس، ان خمسة أشخاص سيمثُلون قريباً أمام المحكمة الثورية، بعد اعتقالهم خلال تظاهرات المعارضة في ذكرى عاشوراء الأسبوع الماضي، فيما كشف نائب بارز أن ديبلوماسياً أوروبياً أُوقف خلال احتجاجات الأحد الدامي، لكنه أُطلق لتمتعه بالحصانة الديبلوماسية. وجاء في بيان لمدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي أوردته وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) ان «ملف الاشخاص الخمسة أُحيل على محكمة طهران الثورية»، مضيفاً ان «المحاكمة ستبدأ قريباً». ولم يكشف البيان عن هوية المحتجزين أو موعد محاكمتهم، لكنه أوضح أن التهمة الموجهة إليهم هي «المحاربة» وعقوبتها الإعدام شرعاً. واعتقلت السلطات مئات الاشخاص يوم الاحد الدامي في 27 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وكان وزير الاستخبارات حيدر مصلحي اعلن اعتقال أجانب خلال تظاهرات عاشوراء. وأفاد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي ب «توقيف قائم بأعمال دول أوروبية خلال أحداث عاشوراء، لكنه أُطلق بعد 24 ساعة إثر توسط سفارة بلاده وبحسب معاهدة فيينا» التي تمنح الديبلوماسيين الحصانة. واعتبر بروجردي ان «اميركا العدو اللدود لإيران، تحاول في الوقت الحاضر إقامة نوع من التعاطي مع ايران، بعد عجزها عن مهاجمتها وإحداث انقلاب عسكري في البلاد». وأوردت وكالة «مهر» أن دولت آبادي اتهم مدير موقع «عصر ايران» الاصلاحي ب «نشر أنباء تسيء الى المسؤولين في النظام». وأضافت ان الادعاء أعدّ ملفاً قضائياً بحق الموقع الذي أُحيل على المحكمة. في غضون ذلك، جدد مصلحي اتهامه عناصر أجنبية بالوقوف وراء تظاهرات المعارضة. ونقلت صحيفة «اعتماد» الاصلاحية عنه قوله: «وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها وزارة الاستخبارات، لمثيري الشغب ورموز مناهضة للثورة بعض الصلات مع أعداء الدولة والنظام». الى ذلك، قال قائد ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي ان «أي شخص يعارض هذه الثورة او حكم الفقيه العادل، يقوم بجهود لا جدوى منها لإركاع النظام». ونقلت صحيفة «كيهان» عن نقدي قوله: «أولئك الأفراد هم مرتشون إما معنوياً او مالياً، او انهم مدمنون على المخدرات. ومن النادر العثور على شخص لديه اعتراضات (على النظام ومرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي)، يتمتع بحياة شخصية صحية». في باريس، اعتبرت منظمة «مراسلون بلا حدود» ايران «اكبر سجن في العالم للعاملين في الإعلام». وجاء في بيان للمنظمة المدافعة عن حرية الصحافة: «منذ تظاهرات المعارضة في 27 كانون الاول، تعرضت اوساط المعارضة والاعلام لحملة اعتقال قادتها وزارة الاستخبارات والحرس الثوري، وأوقف خلالها 20 إيرانياً بينهم 12 صحافياً ومنشقاً عبر الانترنت». وأضاف البيان: «باعتقالها 42 صحافياً وكاتباً على الانترنت، تحولت الجمهورية الاسلامية الى اكبر سجن في العالم للعامين في الإعلام». وأعربت المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها، عن «قلقها الشديد من الدعوات المتكررة من اقطاب بارزين في ايران الى تنفيذ حكم الاعدام بحق المعتقلين، لا سيما منهم الصحافيون». ودعت الهيئات الدولية الى «التحرك في شكل عاجل قبل وقوع فاجعة وإعدام المعتقلين السياسيين القابعين في السجون». وكان موقع «راهي سابز» الاصلاحي افاد باعتقال السلطات الايرانية 92 معارضاً بعد تظاهرات عاشوراء، بينهم 10 من معاوني زعيم المعارضة مير حسين موسوي و17 صحافياً. على صعيد الملف النووي، افادت وكالة «فارس» بأن رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي افتتح مركزاً للمشاريع الجديدة لبحوث انتاج الوقود النووي. في غضون ذلك، اعرب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك عن أمله بأن تقود الولاياتالمتحدة العالم إلى فرض عقوبات ترغم إيران على وقف برنامجها النووي. وقال: «على رغم أن الديبلوماسية ما زالت أداة التعامل مع إيران، إلا أن إسرائيل تتوقع أن يكون ذلك أمراً موقتاً، ويجب عدم إزالة أي خيار عن الطاولة». واعتبر أن «بمجرد حصول إيران على قدرة نووية عسكرية، لن يبقى الشرق الأوسط منطقة مستقرة». وقدّر باراك أن يزول النظام الإيراني خلال 10 سنوات، معتبراً ان «التظاهرات في إيران تدل على أن الانشقاق عميق بين القيادة الإيرانية، ولن يكون في الإمكان جسر الهوة بين مجموعة خامنئي و(الرئيس محمود) أحمدي نجاد، وبين المعتدلين».